ملخص الجهاز:
"و قد بدا لی ان اجعل الفعل موضوعا لهذه المقالة فاتخیر منه مواد لم یعرض لها الأقدمون،أو أنهم ذکروا فیها شیئا لا یتصل بحقیقتها فلم یهتدوا الی الوجه الصحیح اما لنقص فی أدواتهم و اما لبعدهم عن الاسلوب العلمی الذی یقوم علی المقارنة اللغویة فی بحث المسائل اللغویة السامیة.
و قد حفلت العربیة بطائفة من الافعال کان لا بد علی المعنی بالصرف و اللغة ان یعرض (1)ابن هشام،المغنی 1/227 (2)برکشتراسر،التطور النحوی ص 111 (3)و لا بد للباحث فی«لیس»ان یعرض لـ«لات»و هی من أدوات النفی التی الحقها النحویون بـ«لیس»للتشابه بالعمل.
و ما هریق علی الانصاب من جد و قد حکی سیبویه«اهراق الماء یهرقه إهراقا»کما حکی«أهراق یهریق»،و من ذلک قول کثیر: فأصبحت کالمهریق فضلة مائه لضاحی سراب بالملا یترقرق (1)لسان العرب(هرق) و قد جاء المصدر لهذا الفعل باثبات الهاء فی قول ذی الرمة: فلما دنت إهراقة الماء أنصتت لأعزلة عنها و فی النفس أن أثنی و هکذا فان أصول هذا الفعل قامت علی زیادة الهمزة فی الاول،ثم ابدلت الهاء من الهمزة،ثم توهمت هذه الهاء من أصول الکلمة،ثم خرم من الفعل شیء من أصوله هو عین الکلمة فصار«هرق».
و أنا اختم هذه الالمامة العجلی بالاشارة الی ان العربیة التی أفادت من الفعلیة کثیرا فاشتقت الافعال من مواد مختلفة فیها الجامد و المعنوی لهی من اللغات السامیة المتطورة التی غلبت علی أخواتها و احتوت علی کل خصیصة م خصائص اللغة السامیة الاولی و ذلک لانها لغة کتب لها ان تظل قائمة عبر القرون الطویلة و بذلک اشتملت علی اوابد القدیم و طلائع ما یجد فیها و هی تتخطی القرون."