سعد باشا زغلول مقدمة ومراجعة

"علی أن سعدا قد نجح فی مهماته التی بعث لها و بعث بها،و التی خلق لها و خلق بها،و التی بذ فیها الاقران و الانداد. ولست أشک ذرة أنک واجد أصبعه فی شتی مرافق حیاتنا المصریة إذا ما تغلغلت فی أمانة الباحث المستقصی لأرومة کل شی‌ء و الحق ان حیاتنا الجامعیة مدینة لسعد،و الحق أن حیاتنا التفکیریة المنطقیة مدینة لسعد، و الحق أن لهجاتنا الخطابیة الحماسیة مدینة لسعد،و الحق ان دربتنا البرلمانیة مدینة لسعد... » و هکذا کان البلاد تستفید من سعد سلبیا و إیجابیا... و هکذا کانت البلاد تستفید من‌ سعد فی الوزارة و خارج الوزارة... ؟! و لکنی ألفت نظرک الی أن الأسس الوطیدة،و البذور الصالحة،و الجهود المثمرة،و التعالیم‌ المبثوثة،و الصیحات المذکورة-هذه کلها التی الی سعد مرجعها،و من سعد متفجرها-لا بد واصلة بنا حتما الی بغیة الجمیع فی الاستقلال و الحریة... و إذا ما قیل إن الاستقلال یتطلب طیلة زمان،و طیلة کفاح،و طیلة جهود،فان لنا من‌ روح سعد،و من الأمة المؤمنة بتعالیم سعد الایمان الوطید،نبراسا یهدینا لتحقیق مطامحنا السیاسیة."