ملخص الجهاز:
"و کما أن القراءة مهارة تکتسب حسب شخصیة الطفل و مقوماتها و البیئة المحیطة بها و الجهود المبذولة للوصول إلی هذا الهدف المنشود،کذلک فالتذوق الفنی لفروع الفن و أشکاله المختلفة التی یمکننا أن نتعامل بها مع الأطفال حسب استعداد کل طفل و تذوقه الشخصی و تقبله لنوع من الفنون دون الآخر،و توفیر الوسائل السمعیة و البصریة بالمکتبة لخدمة هذا الهدف التی یجب أن تشمل ضروب الفن المختلفة لوضع الجمل المکتوبة فی قالب فنی محبب و مبتکر و متنوع مع الموسیقی و الرسم و الشرائح الفیلمیة و الأفلام و الفنون الأدبیة،من مسرحیة و قصة و تمثیلیة و کتابة و شعر،و محاولة توصیل الفکرة عن طریق أی من هذه الوسائط الفنیة و ربطها بالکلمة أو الجملة المنظورة،حیث إن الموسیقی قد تتکلم بصورة واضحة لطفل معین،بینما یحقق الرسم الرسالة المراد توصیلها لطفل آخر.
و لقد أظهرت الدراسات النفسیة اللغویة فی السنوات الأخیرة أهمیة مرحلة الطفولة المبکرة فی بناء النمو اللغوی للطفل،و أنه یتوقف أصلا علی محیط لغوی سلیم و نشط،و مواقف مشجعة علی التعبیر و التحدث و الطلاقة فی الاستفسار و الاستمتاع،و الاستعداد المبکر لاکتساب المهارات اللغویة الأساسیة بصورة صحیحة،و ذلک لأن السنوات الخمس الأولی تعتبر مرحلة الأساس فی تکوین القدرة اللغویة للطفل و اکتسابها،فالسن من مرحلة ثلاث سنوات إلی خمس سنوات تعد من أخصب مراحل العمر فی بناء شخصیة الطفل و تشکیلها،و تکامل أبعاد نموه الأساسیة من الناحیة اللغویة و الجمالیة خاصة،حیث یستوجب بناؤها و تکوینها تکوینا سلیما بطریقة ذکیة فی الأسرة و فی الروضة،فهی من أخصب سنوات العمر إذا استثمرت بتغذیتها بإعداد برامج مشوقة بالمکتبة،لتعلیم مهارات القراءة المعتمدة علی بیئة فنیة ثریة تستخدم الفنون المختلفة من تمثیل و موسیقی و فیلم و رسم و ربطها بالکلمة المکتوبة و تعلیم أصوات الحروف استعدادا للقراءة."