ملخص الجهاز:
"(به تصویر صفحه مراجعه شود) و أتت بعد هذه المرحلة فی الطباعة مرحلة أخری اهتمت بتحقیق الکتب قبل طبعها،و حظی تراث علم الأصول بطائفة من العلماء و الباحثین الذین نقبوا عن المخطوطات فی شتی المکتبات،وشد أزرهم فی هذا إنشاء بعض المعاهد الخاصة بالمخطوطات،و ظهور بعض الفهارس و المؤلفات التی حاولت أن تستقریء التراث من حیث مقداره و مکانه،و عکفوا علیها مراجعة و تحقیقا و توثیقا،و من هؤلاء من کان یحقق کتابا لیحصل به علی درجة جامعیة.
لقد طبعت الموافقات أولا فی تونس،و لم یتح لی الاطلاع علی هذه الطبعة،و جاء عنها أنها صححت بمعرفة ثلاثة من علماء الزیتونة10 و طبع الکتاب بعد ذلک فی مصر أکثر من مرة، و تعد الطبعة التی حققها الشیخ عبد الله دراز، أهم الطبعات و أکثرها تداولا،فقد کتب لها مقدمة ألقت بعض الأضواء علیها،کما قام بتخریج الأحادیث التی وردت بها،فبلغت نحو ألف حدیث،و کان للشیخ شروح و تعلیقات جمة و مهمة و ضحت کثیرا من القضایا و المسائل،و بعض هذه التعلیقات کانت نقدا علمیا للشاطبی فی طرف من أرائه، و أشرف علی طبع الموافقات ابن الشیخ عبد الله الدکتور محمد(- 1377 هـ)صاحب الدراسة الممتعة عن دستور الأخلاق فی القرآن،و غیرها من الدراسات التی تشهد له بغزارة العلم،و قوة الحجة، و دقة المنهج،فکان له فی هذا الإشراف أثره فی خدمة الموافقات و ضبط تصوصها.
(به تصویر صفحه مراجعه شود) أما الشیخ محمد زهیر أبو النور فی کتابه أصول الفقه بأجزائه الأربعة فقد شرح فیه منهاج البیضاوی،و اقتصر عمله فی هذا الشرح علی فک بعض التراکیب،و بسط بعض العبارات،و قد ذکر فی مقدمة شرحه أن الطلاب الذین درسوا کتاب المنهج فی کلیة الشریعة بجامعة الأزهر،وجدوا مشقة و عسرا فی فهم هذا الکتاب لإیجازه."