ملخص الجهاز:
"تعلیقات و مناقشات تقریظ للمفتی ابن عمار ظروفه و نصه الأستاذ الدکتور أبو القاسم سعد الله التقریظ الذی نقدمه هنا عثرنا علیه فی قسم المخطوطات العربیة بالمکتبة الوطنیة بباریس تحت رقم 6880،و هو بقلم المفتی أحمد بن عمار الجزائری الذی کان قد کتبه لکتاب ألفه الوزیر حمودة بن عبد العزیز التونسی1و تاریخ التقریظ هو 1196 هـ(1781 م).
و قد رأینا أن نضع بین یدی القراء هذا التقریظ لما یمثله من أسالیب البلاغة الموروثة عن المدرسة الأندلسیة فی بلاد المغرب، و هی المدرسة التی کان أحمد بن عمار من أواخر فحولها فی الجزائر،و قبل إیراد نص التقریظ رأینا،أن نعرف أولا بابن عمار و زمیله ابن عبد العزیز،ثم تعرف ببای تونس(علی بن حسین)و ابنه الذی تولی السلطة من بعده (حموده باشا).
فنظرتها بعین الدقة و الأوصاف، مجانبا للتعصب و التعسف شیمة سلیمی الصدر کاملی الأوصاف،فرأیتها قد حازت قصب السبق فی مضمار الإجادة و میدان الإصابة،و انتظمت هی و مؤلفها مع شیوخ أهل السنة5و مؤلفاتهم المحررة فی تلک العصابة،و شهد له-أدامه الله و أدام النفع به-برسوخ القدم فی المعارف وسعة الاطلاع،و کمال التملی من العلوم خصوصا الأصلین و ما یتعلق بها و قوة الاضطلاع،فالله جل جلاله یبقیه زینة لهذه الإیالة السعیدة و هذه الدولة6تصول به و یصول بها علی الدول و کتابها أعظم صولة،فإن مثله-أعزه الله-لخلیق أن یباهی به و أین مثله حتی یباهی به و یفتخر،و لعمری لقد خباه الدهر إلی هذا العصر و ادخر،و ما أحقه بقول أبی العلاء المعری عند من وفقه الله إلی الإنصاف و أرشده،و کأنما علی لسانه أنشده: و إنی و إن کنت الأخیر زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل و عندما خر طرفی لملاحتها راکعا،و کر من ملاحتها راجعا،ضربت یدی لمبایعتها بالترئیس فی یدها،و صدعت بما یمیل من عطفها و یطیل من غیدها، (1)کذا دون عنوان،و لا نعرف من وصفها غیر ابن عمار،و لابن عبد العزیز حاشیة علی عقائد السنوسی أیضا.
(1)لعل فی هذه العبارات إشارة إلی وجود التحاسد و توتر الجو بین ابن عبد العزیز و زملائه،و ربما کان ابن عمار یخشی أن یشمله ذلک أیضا و من ثمة الإشارة إلی"زخرف الواشین"."