ملخص الجهاز:
"م و حتی عام 226 م،و التی اشتد فیها الصراع بین الدولة البرثیة14و بین الرومان و انشغال کل منهما بحروبهما مع الأخری حدث انفراج فی الوضع الاجتماعی و السیاسی فی المنطقة،نتیجة الفراغ الذی کانت تملؤه الهیمنة الأجنبیة،فتقاطرت علیها القبائل العربیة،و بسطت سیادتها علیها،فیحدثنا الطبری و ابن الأثیر15أن بنی معد بن عدنان و من کان معهم من قبائل العرب حین کثروا وضاقت بلادهم(تهامة)عن استیعابهم، و فرقتهم الحروب قدمت منهم قبائل و نزلوا البحرین أیام ملوک الطوائف الذین ملکهم الاسکندر المقدونی،و فرق البلدان فیما بینهم بعد مقتل دارا(داریوش الثالث آخر ملوک الدولة الأخمینیة)،و کان بالبحرین جماعة من الأزد استوطنت البلاد قبلهم،و من بین تلک القبائل القادمة قبیلة قضاعة،و یتزعمها مالک و عمرو ابنا فهم و مالک بن زهیر،و قبیلة قنص ویرأسها الحیقار بن الحیق،و لحق بهم غطفان بن عمرو بن الطمثان و صبح بن صبیح بن الحارث فی قبیلة إیاد، و انضم إلیهم جماعة من قبائل العرب،فعقدوا بینهم حلفا،و تعاقدوا علی التناصر و التآزر فیما بینهم،و تحالفوا علی التنوخ(أی المقام)،فعرفوا باسم (تنوخ)،و کأنهم قبیلة واحدة،و صاروا یدا علی الناس،ثم انضم إلی الحلف جذیمة الأبرش زعیم الأزد،بدعوة من مالک بن زهیر القضاعی الذی صاهره و زوجه أخته لمیس،فتوثقت الروابط بین تلک القبائل العربیة،فتمت لها السیادة علی بلاد البحرین.
(26)تأسست مملکة الحیرة عقب انهیار الدولة البرثیة و قیام ملوک الطوائف،و کانت الأوضاع فی العراق مشجعة لهجرة بعض قبائل المنطقة من حلف تنوخ إلیها،لا سیما بعد استفحال سیطرة بنی عبد القیس و مزاحمتهم لهم فی بلاد البحرین،فکان أن نزحوا إلی الحیرة و الأنبار،و استغلوا الفرصة فی الصراع القائم بین الأردوانیین(ملوک الطوائف)و بین الأرمانیین(الأهالی)،فأسسوا مملکة الحیرة،التی تعاقب علی حکمها من الدولة التنوخیة ثلاثة،و هم مالک بن فهم و أخوه عمرو بن فهم:زعیما قضاعة و جذیمة الأبرش زعیم الأزد،و هم زعماء تنوخ،ثم ورث العرش بنو لخم و کان أولهم عمرو بن عدی ابن أخت جذیمة، فسمیت الدولة اللخمیة(268-632 م)."