ملخص الجهاز:
"وفی عود جیش الإمام یلتقی مع کمائن للأحباش فیهزمها ، کما یهزم جیشا کان فی طریقه مددا لملک الحبشة - یقول المؤلف کان عدد رجاله ثلاثة آلاف من أهل المایة معهم القسی والنشاشیب المسممة إذا رموا بها أحدا تطایر شعر رأسه من حرارة السم ، فلما التقوا بالمسلمین فروا إلی جهة ملکهم وتبعهم المسلمون یقتلون (13/258) ویأسرون ، وکان من خذلان الله لهم أن الواحد من المسلمین کان یأسر عشرین أو عشرة ، ویوقفهم بین یدی الإمام فیأمر بقتلهم حتی امتلأت الأرض من القتلی ، وسار الإمام بجیوشه إلی صمبر کوری ، وباتوا بها لیلة الأربعاء مستهل رجب سنة 935 هـ ، وأما ملک الحبشة فإنه قدم إلی بادقی وعلم بکسرة المسلمین فیها فانطلق بجیوشه وراءهم حتی التقی مع الإمام فی موقعة صمبر کوری ، وکانت أکبر موقعة بین طرفین غیر متکافئین عدة وعددا ، وقد ذکر البطریق أزماج حیبی - بعد إسلامه - أن عدد خیل ملک الحبشة الذین شهدوا الموقعة کان ستة عشر ألف فارس کلها ملبسة من خیول الریف العربیة ، وأما الخیول الحبشیة فلا تعد ولا تحصی ، وعدد الرجالة رماة القسی المسمومة وأصحاب الحراب فکان أکثر من مائتی ألف ، وثبت المسلمون أمام جحافل الحبشة وصدقوا ما عاهدوا الله علیه فکان النصر إلی جانبهم ، وقتل عدد کبیر من الأحباش لا یعلم عدده إلا الله ، کان فیهم کبار بطارقة الحبشة ، کذلک قتل عدد کبیر من المسلمین فیه بعض القادة ، وقد وصف المؤلف هذه الوقعة وصفا تفصیلیا لأنه حضرها ، وقال : لما انهزمت الکفرة وأعطی الله النصر للمسلمین قال الإمام أحمد یومئذ لأصحابه : الآن قد نصرنا الله علیهم وأذلهم ، والآن نسیر إلی بادقی فی موضع مساکن الملک وبیوته ونخربها ، ونجلس فی الحبشة ونفتح البلاد ، فقالوا : یا إمام المسلمین قد تری الآن ما نزل بنا ، وقد قتل کثیر من عسکرنا ، والجروح فاشیة فینا ، وقل زادنا ، والآن تنزل بنا إلی بلادنا تترتب ونرتب عسکرنا وتغزو مرة أخری ، فحینئذ نزل بهم إلی بلادهم وأقام شعبان ورمضان ونصف شوال ."