ملخص الجهاز:
"(17/327) أیضا یجب بذل کل تعاون فی إقامة التدریب المستمر لرفع مستوی المعلم بصفة عامة ، ولإعداده بصفة خاصة لیعمل فی ضوء الجدید الذی ننشده للتعلیم ، وذلک لکی یتسنی له الفهم الصحیح ، ولکی یتمکن من المعرفة المطلوبة التی تیسر له رفع مستواه العلمی والثقافی والمسلکی بالقدر الکافی المتطور ، الذی یستطیع أن یغذی النشء بأسلوب یسایر روح العصر ویتفق معه ، فالمعلم هو الأداة الحقة التی ینفذ بها المنهج المقترح ، وإعداده بالمفهوم الجدید لنهجنا هو الخطوة الأولی لضمان تنفیذه بنجاح ، وأن لا تقتصر دراسة من یتخصصون فی مواد الدین علی هذه المواد وحدها ، بل یجب أن تمتد هذه الدراسة إلی الإحاطة بالعلوم الحدیثة وهضمها ، إذ بذلک یمکننا تطبیق واقعیة الارتباط القائم بین مفاهیم إسلامنا ، وهذه العلوم الحدیثة ، وبذلک یصبح المتخصصون فی هذه المواد قادرین أن یحکموا علی کل مفهوم حدیث بما یتبین لهم نتیجة لهذه الدراسة بعد تفکیر تحلیلی وبحث منطقی ، کما أن یکون فی توجیه إعداد مدرسی المواد الحدیثة قدر یمکنهم من تفهم مواد الدین ؛ لکی یستشعروا قدرة الله فی ظواهر الکون والحیاة ، وأن یعرفوا أن العلم یقود للإیمان وأن یغرسوا هذا المفهوم فی طلابهم کی یتعودوه وینشأوا علیه ویعملوا وفقا لمنهجهم .
کما أنه یجب توجیه الرسائل العلمیة التی تسجل فی الجامعات الإسلامیة لدراسة الفکر التربوی الإسلامی والإسلام وتحدیات العصر ، وإذا نجحت الدول الإسلامیة فی إعداد الباحثین الذین یعرفون کیف یتناولون تراثنا التربوی ، وکیف یعالجونه ، وکیف یتعاملون معه ، وکیف یستفیدون منه ، فسنکون - ولا شک - قد فتحنا الباب علی مصراعیه نحو مستقبل نستطیع أن نتعامل فیه مع الأفکار التربویة الأجنبیة دون ما خوف من أن ننقلها - کما نفعل الیوم - إلی نظم التعلیم الإسلامیة ؛ لأنها فی هذه الحالة ستعرف طریقها إلی التأقلم والتکیف - وفق - فلسفة إسلامیة تخدم مجتمعا مسلما ناهضا عرف قدر نفسه فعرف الآخرون قدره (1) ."