ملخص الجهاز:
"(21/251) (القسم الثانی )"أسباب هذا الواقع "لقد کانت هناک أسباب متعددة وراء ذلک الواقع نذکر أهمها :أولا : جهل الأمة بدینها :فقد انتشر الجهل فی الأمة قیادات وشعوبا حتی أصبح کثیر منهم لا یعرف من دینه إلا اسمه ، فلا یعرف أحکامه وعقائده ، ولا أخلاقه وآدابه ، فسهل علی أعداء الله - عز وجل - أن ینشروا ضلالهم ، وأن یبثوا سمومهم ، بل وسهل علیهم أن یصنعوا لهم عملاء من أبناء المسلمین یحاربون عقیدة المسلمین وینشرون الضلال فی صفوفهم .
__________(1) سورة الذاریات الآیة 56(2) سورة الأنعام الآیة 153 (21/258) ثانیا : وحدة العقیدة :إن التفرق الذی ابتلیت به الأمة فی عقیدتها - کما رأینا طرفا منه فی أول البحث - لا یمکن أن یکون معه اجتماع للأمة ولا تعاون ولذلک فإنه لا بد أولا من علاج لذلک التفرق برد الملحدین إلی الله - عز وجل - وتصحیح عقائد المنحرفین لتتوحد القلوب وتتألف النفوس .
یقول الأستاذ محمد محمود الصواف : ( وفی یقینی أن الزمن الذی کان یسمی فیه الإسلام "رجعیة " و "تزمتا " قد مضی وانقضی حیث تعری خصوم الإسلام وانکشفوا وظهر زیف دعواتهم الباطلة من قومیة واشتراکیة وحزبیة قاتلة وغیرها من فتن هذا العصر المضللة ، ورأی الناس خیبتها وخسرانها وتضییعها للأوطان وتدمیرها وعبثها بحقوق الإنسان ، ورأوا عن کثب ویلاتها علی العرب الذین ابتلوا بها ، بل ویلاتها علی الجنس البشری فی جمیع أنحاء الأرض ومن دعاتها من رأی ذلک بأم عینه ، ولکنه معاند مکابر لا یعترف بإخفاقه ولا یرید الخضوع أمام غیره .
ولن یکون هناک لقاء أو اتحاد وإعلام المسلمین أو بعضه بهذه الصورة فلا بد إذن من إعادة البناء الإعلامی بناء صحیحا بحیث یکون قادرا علی توجیه الأمة وتعمیق العقیدة فی نفوسها وتذکیرها بغایتها فی هذه الحیاة ، وتبرز المنهج الذی اختاره الله - عز وجل - لها کما تبین إلی جانب__________(1) ص213 ."