ملخص الجهاز:
"فما هی حقیقة الشوری الغائبة بوصفها من أخطر المواضیع و أقصاها عن نظام الحکم؟ و هل هی الصیغة الإداریة السیاسیة المعبرة عن رأی الجماعة و المحققة لسلطة الأمة؟و هل یمکن الاستفادة من التجربة الانسانیة لرفع مستوی أدائنا السیاسی لضمان بقاء وحدة مجتمعاتنا، و دعم و تطویر أسس الشرعیة القائمة حتی تستقر و تستمر بعیدا عن المزایدة الرادیکالیة المتزمتة التی تختزل الدین فی الشعائر،و تحاول الوصول إلی السلطة عبر الإجراءات الدیمقراطیة،و هی تتنکر لأبسط مبادیء و قیم الدیمقراطیة الشوریة کالتعددیة السیاسیة؟ *** سیحاول هذا البحث عرض المحاور الرئیسیة للشوری،و مناقشة تداعیاتها و عناصرها و استخلاص نتائج عامة.
ثانیا:أدلة حجیة الشوری من الکتاب و السنة لیست الشوری من الأمور التنقلیة لتترک لرغبة الحاکم،بل هی واجبة و ملزمة حیث ورودها بالجملة الاسمیة و الغاء التعقیبیة،و لیست لتطیب النفوس،بل هی مدرسة لتکوین شخصیة الأمة، فمن لا یستشیر أهل الدین و العلم فعزله واجب عند العلماء،و هی شرط لصحة تصرف الحاکم،لا مجرد رخصة بل مسؤولیة جماعیة ملزمة،و تعبیر عن حکم الجماعة.
5-التأکید علی مبدأ الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر الاجتماعی للرجال و النساء،و رفض قبول نظریة الأرکان الخمسة کبدیل عن الدین کله لقوله تعالی: لیس البر أن تولوا وجوهکم قبل المشرق و المغرب 7، إن الصلاة تنهی عن الفحشاء و المنکر و لذکر الله أکبر 8، و ما أصابکم من مصیبة فبما کسبت أیدیکم 9، أرأیت الذی یکذب بالدین.
و قد تکون من حیث مؤسساتها و اجراءاتها من أفضل ما أبدعه الإنسان حتی الآن،و إن کانت لیست للتصویر جملة إلا أن التوجه العالمی یقر بجملة مبادیء لأی نظام سیاسی فی العالم و هی:سیادة القانون و احترام حقوق الإنسان و حریاته،و تکوین الأحزاب السیاسیة فی نطاق التعددیة و صندوق الاقتراع و الانتخاب لممثلی الشعب دوریا و تداول السلطة."