ملخص الجهاز:
"و هذا الاحتمال هو ظاهر لفظ الوصیة و هو أوسع من الاحتمال الأول و القید علی کلا الاحتمالین لا داعی إلیه فیما أری و لا دلیل علی التقیید به و لو حذف لأدی إلی توحید الصوم و الإفطار و جمیع أوائل الشهور فی الأرض کلها لا فی مجموعة الدول الإسلامیة وحدها،و لیس ذلک بعسیر علی الفلکیین فإنهم یستطیعون أن یحسبوا مکث القمر بعد الغروب لیلة الثلاثین فی مثل«لوس أنجلوس»و غیرها من البلاد التی فی غرب أمریکا و لو بالقرب من خط التاریخ الدولی1و متی عرفوا وضع الهلال فیها أمکنهم أن یثبتوا أول الشهر بها لیلة الثلاثین أو اللیلة التالیة،فإذا ثبت الشهر بها ثبت فی جمیع البلاد الإسلامیة و غیرها،و الثبوت بالحساب یغنی عن شهادة شهود و حکم حاکم و انتقال قوم من بلد إلی بلد بالإخبار،بل لا یحتاج إلی انتقال الحاسبین إلی المکان الذی یریدون التعرف علی وضع الهلال فیه، و لعل حاسبی تقویمنا المصری یجعلون الشهور مبتدئة من اللیلة التی یمکن رؤیة الهلال فیها فی غرب أمریکا بدلا من اللیلة التی یمکث الهلال فیها و لو دقیقة فی القاهرة فیسبق أول الشهر غالبا ما یجری علیه العمل الآن فلا یغضب الناس إذا سمعوا من قاضینا أن الشهر ثبت أوله مع عدم إمکان رؤیته بالقاهرة و سائر البلاد الإسلامیة-و نضرب لذلک مثلا أول شهر ذی الحجة من العام المنصرم،فقد کان أوله بحسب إمکان الرؤیة فی القاهرة و سائر البلاد الإسلامیة لیلة الخمیس،لأن الهلال غرب فی مصر و سائر البلاد الإسلامیة قبل غروب الشمس لیلة الأربعاء فکانت اللیلة المذکورة و یومها آخر شهر ذی القعدة عندنا و عند جمیع الدول الإسلامیة،و لکن القائمین بإثبات أوائل الشهور فی السعودیة قضوا بأن أول ذی الحجة لیلة الأربعاء بناء علی شهادة من شهد عندهم بالرؤیة مع أنها مستحیلة علی ما قرره الفلکیون الثقات و حزن الناس و قالوا: کیف یصدقون الشهود مع استحالة الرؤیة و کیف یقف الناس بعرفات یوم الثامن بدل التاسع؟و یضحون یوم التاسع بدل العاشر..."