ملخص الجهاز:
"و لمحاولة معرفة ماهیة الاقالیم فی هذه الکتب سنقتصر علی الکتب الثلاثة التی وصلت الینا کاملة و هی الیتیمة و الدمیة و الخربدة،فکتاب الدمیة نجده مقسما الی سبعة أقسام کان القسم الاول منها فی شعراء البدو و الحجاز أما الثانی فکان فی شعراء الشام و دیار بکر و اذربیجان و الجزیرة و سائر بلاد المغرب و القسم الثالث فی شعراء العراق،أما الرابع ففی شعراء الری و الجبال و أصفهان و فارس و کرمان فی حین کان الخامس فی شعراء جرجان و استرباد و دهستان و قومس و خوارزم و ماوراء النهر،أما السادس فکان فی شعراء خراسان و قهستان و بست و سجستان و غزنة،و کان القسم السابع و الأخیر فی طبقة من ائمة الادب لم یجر لهم فی الشعر رسم علی حد تعبیره31 أما کتاب الخریدة للأصفهانی فقد قسمه مؤلفه الی اربعة اقسام یضم کل قسم منها عدة أقالیم ما عدا القسم الأول إذ قصره علی شعراء العراق و ادبائه،ثم خص القسم الثانی بشعراء العجم و فارس و خراسان،و جمع فی الثالث شعراء الشام و الموصل و جزیرة بنی ربیعة و دیار بکر و ما یجاورها من البلاد و الحق بهم شعراء الحجاز و تهامة و الیمن،و جمع فی الرابع شعراء مصر و أعمالها و شعراء جزیرة صقلیة و المغرب و الاندلس41 لقد تصدی هؤلاء المؤلفون ابتداء بالثعالبی لتألیف کتب فی التراجم تترجم لادباء عصرهم فقط کما هو معروف،متجاوزین فی بعض الأحیان الحدود الزمنیة المخصصة لکتبهم51،و مع أن هذا التحدید الزمنی یحصر مادة الکتاب بقرن معین کما اراء الا انه من الناحیة نفسها یجعل مادة الکتاب فسیحة متسعة،إذ أنهم ترجموا لجمیع الادباء المعروفین و غیر المعروفین فی ذلک القرن خلال رقعة جغرافیة واسعة مترامیة الاطراف تمثل رقعة الدولة العربیة الاسلامیة الممتدة من الصین الی فرنسا،و من هنا و بسبب من انقسام هذه الدولة الی دویلات و امارات متعددة وزعوا کتبهم هذا التوزیع الاقلیمی من حیث الظاهر السیاسی من حیث الحقیقة و الواقع."