ملخص الجهاز:
"دیوان کله فی الرثاء-و أعوذ بالله من لفظه<<البکائیات>> التی جاء بها أنصار الجدید!-و کیف لا یرثی الشاعر أحبابه و هم قد کانوا بعض نفسه،و رفاق دربه،و أعوانه فی رحلة الفکر التی کثر صرعاها فی الأوان الأخیر،فلا یکاد الصیرفی یفرغ من رثاء أدیب،حتی یفجع بشاعر صدیق،فما یودعه حتی یقف من جدید موقف وداع،حتی لقد قال فی هذا الموقف: و الرفاق الأحباب من کل صوب یتوارون دفعة بعد دفعة و فؤادی فی إثرهم یتلاشی بضعة،إثر بضعة،إثر بضعه و أنا فی الطریق أقفو خطاهم مثل ظل یغیب،أو ضوء شمعة فی هذا الدیوان یودع الشاعر أستاذ الفلسفة العظیم الدکتور أحمد فؤاد الأهوانی،و خبیر المخطوطات الدؤوب محمد رشاد عبد المطلب7و ابن المقتطف الوفی سامی الجسری،و مجدد الشعر عزیز أباظة و ألمعی القصید محمود غنیم،و عبقری الأدب علی أحمد باکثیر و الشاعر السودانی توفیق البکری،فتأنس فی هذه المراثی أمرین،هما أن الشاعر الصیرفی لا یکرر نفسه بل تفصل الفاجعة شعره تفصیلا متقنا علیها،فإذا القصیدة بنت مناسبتها تماما،أما الأمر الثانی،فهو أن الصیرفی مولع باستقصاء العبر و استصفاء فلسفة الحیاة،فتجیء منه عفوا حکم بلیغة کقوله: و نحن فی الحیاة قد نموت ألف مرة من خوفنا و حرصنا علی الحیاة،و هی مرة!
و قوله أیضا: مضی الرکب بالأحباب من کل وجهة و غایة هذا الرکب:هذا التفرق و مازال الشاعر الصیرفی-أطال الله بقاءه-صوتا من أعذب أصوات الشعر فی یومنا المعاصر،لأنه بنفسه الصافیة و روحه المتسامیة و مثله العیا و قلبه الوفی شاعر عظیم حتی و إن لم یقل شعرا!فکیف و هو قد ملأ الدنیا غناء،و أقام للشعر دیوانا باذخا ذوب فیه نفسه خمسین عاما؟ 6)دراسات عن ابن حزم و کتابه طوق الحمامة- الطاهر أحمد مکی-دار المعارف-425 صفحة- 1982."