ملخص الجهاز:
"أما القضیة الثانیة التی تعایش الکاتب باستمرار و کان لها الأثر الکبیر علی معظم انتاجه فهی وجهة نظره عن العالم الذی نخیافیه..
و تتضح وجهة نظر الکاتب نحو رفض هذا العالم القابع فی مستنقعات الظلم و القهر و اللاهدف بصورة أکثر تأزما فی قصة «أکذوبة الصمت و الدمار»فهو یسأل.
-کیف جاءت معالجات الأدیب لهذه القضایا؟ما هو الشکل الأدبی الذی وضعت فیه هذه الاهتمامات؟و للإجابة علی هذا السؤال نقول: -حیث أن الکاتب کما یبدو صاحب اهتمامات متعددة و مختلفة.
و فی قصة-أکذوبة الصمت و الدمار-تبلغ الأزمة قمتها حیث یصور لنا الکاتب قسوة العبثیة و الضیاع فی العالم..
فهی تخلو من الوصف الخارجی إلا بالقدر الذی یخدم التطور الداخلی للشخصیة و لا تمیل إلی السرد المباشر أو الأسلوب الفضفاض کما أنها ترفض أیضا أن یطل الکاتب برأسه بین السطور من وقت لآخر لیعلق علی موقف أو یبدی رأیاما..
و کما رأیناه فی قصة-القادمة- حیث بدأها بدایة استحوذت علی لب القاریء من أول کلمة..
کما نراه فی بعض المواقف یطل معلقا لیؤکد الفکرة لقاریء غیر أنه لو ترک سیاق القصة فی انسیابه الطبیعی لأدرک القاریء ما یرمی إلیه الکاتب.
و بعد هذا العرض السریع للمجموعة القصصیة-أکذوبة الصمت و الدمار-للقاص-عبد الله العتیق استطیع أن أقول إن الکاتب قد أضاف إلی الأدب السعودی فی مجال القصة القصیرة عملا یعتز به-خصوصا إذا عرفنا أن هذا هو العمل الأول للأدیب..
و أدیب هذه بدایته و هی کما رأینا بدایة شقت طریقها إلی عالم القصة القصیرة بنجاح و خطوات و اثقة،لا نملک إلا أن نشد علی یدیه مهنئین بکل صدق و اعتزاز."