الإخلاص فی القول و العمل (داعیة السداد) مقالة

"من أجل ذلک لم یأخذ الله الناس بأعمالهم‌ فحسب،بل أخذهم أیضا بنوایا قلوبهم،فإن کانت النیة معقودة علی الخیر ثم اقترنت‌ بعمله فعلا کان الأجر علیه مضاعفا. و هذا یفسر حدیث ابن عباس عن الرسول الأعظم‌ صلی الله علیه و سلم فیما یروی عن الله عز و جل قال:«إن الله کتب الحسنات و السیئات، ثم بین ذلک:فمن هم بحسنة فلم یعملها کتبها الله عنده حسنة کاملة،و إن هم بها فعملها کتبها الله عنده عشر حسنات الی سبعمائة ضعف الی أضعاف کثیرة،و إن هم بسیئة فلم یعملها کتبها الله عنده حسنة کاملة،و إن هم بها فعملها کتبها الله سیئة واحدة». فالمخلصون یجرون بأعمالهم‌ خیرا فی الحیاتین العاجلة و الآخرة،و هذا من الله سبحانه تمکین لقلوب المخلصین‌ فی الاطمئنان الی الجزاء الأوفی،و ترغیب الی من ینهج نهجهم فی تلک المثوبة حتی تعم‌ مجموعة من الخیر أنواعا من العباد،فیتضاءل الشر فی القلوب و الجوارح،و یشیع الخیر فیها فینمو العمل الصالح،فتتوثق روابط الاجتماع،و تتعاضد الجوارح،و تتآخی القلوب."