ملخص الجهاز:
"الخافیش -من کتاب نهج البلاغة- من لطائف صنعة الله و عجائب حکمته ما أرانا عن غوامض الحکمة فی هذه الخفافیش التی یقبضها الضیاء الباسط لکل شیء،و یبسطها الظلام القابض لکل حی،و کیف عشیت أعینها عن أن تستمد من الشمس المضیئة نورا تهتدی به فی مذاهبها،و تصل بعلانیة برهان الشمس الی معارفها.
فهی مسدلة الجفون بالنهار علی أحداقها،و جاعلة اللیل سراجا تستدل به فی التماس أرزاقها،فلا یرد أبصارها إسداف ظلمته،و لا تمتنع من المضی فیه لغسق دجنته.
فسبحان من جعل اللیل لها نهارا و معاشا،و النهار سکنا و قرارا،و جعل لها أجنحة من لحمها تعرج بها عند الحاجة الی الطیران، کأنها شظایا الآذان،غیر ذوات ریش و لا قصب،إلا أنک تری مواضع العروق بینة أعلاما:لها جناحان لما یرقا فینشقا،و لم یغلظا فیثقلا.
تطیر و ولدها لاصق بها لاجی.
فسبحان الباریء لکل شیء علی غیر مثال خلا من غیره «لا»و«نعم» قال أدیب:من عز«لا»أن یقولها صاحبها و هو رافع رأسه،و من ذل «نعم»أن یقولها و هو خافضه"