فی الشیخوخة قوة مقالة

"و علی‌ العکس من ذلک اذا عاش الانسان عیشة متئدة،کان هذا مدعاة لان تطول حیاته و قد ثبت طبیا ان الجسم البشری یبلغ عنفوان قوته عند سن الخامسة و العشرین،ثم‌ تأخذ قوته فی الهبوط ببطء حتی سن الخامسة و الاربعین،ثم یزید معدل الهبوط حتی سن‌ الخامسة و الخمسین،ثم یشتد هبوطها الی سن السبعین و ظهر من الاحصاءات و التجارب ان مقدرة الانسان فی الالعاب الریاضیة و الرمایة و ما أشبه تبلغ غایتها فیما بین الرابعة و العشرین و الثلاثین من العمر. فقد دلت الاحصاءات علی ان الحوادث التی تقع من سائقی‌ السیارات الذین فی العشرین من عمرهم تبلغ أربعة أمثال الحوادث التی تنسب الی سائقین‌ فی الخمسین و کان ارباب المصانع لا یفتأون یتهمون العمال الکبار السن بکثرة الحوادث،و لکن‌ الاحصاءات التی جمعها مکتب العمل فی ولایة نیویورک عن سنة 1939 قد دلت علی ان أکبر نسبة من حوادث العمل تقع من عمال بین العشرین و الرابعة و العشرین،و أقل نسبة من‌ تلک الحوادث تقع من العمال الکبار السن و یری العلامة الامریکی«میلز»ان قوة الابتکار لیست مرتبطة بسن ما."