ملخص الجهاز:
"علی تطبیق هذا المنهج وصولا الی ما کان الشاعر یرغب فی التعبیر عنه أو یسعی من أجل ارضاء رغبته أو تحقیق امانته بعد أن اصبحت المعادلة غیر واضحة فی تحدید مساره و هو یتقلب بین أربعة و ثلاثین اسما من أسماء النساء و خمسة ألقاب و یکرر بعضها اربعا و ثمانین مرة5و بعضها تسعا و ثلاثین و اثنتین و عشرین و یتنازل العدد بالنسبة للرباب و سلمی و الثرایا و أسماء و سکینة و عثیمة و بقیة الاسماء حتی یوشک المرء ان یقول ان الاسماء أو الکنی التی وردت فی الدیوان تکاد تکون فی أغلبها غیر حقیقیة او رمزیة اتخذ منها الشاعر ستارا لا خفاء الاسم الحقیقی6الذی قد یکون واحدا منها خوف التشهیر بمن بادلته الحب أو تجنبا لما کانت تثیره الحقیقة و ما یمکن ان یلحق بها لو عرفت و قد جاء ذلک صراحة فی أبیاته التی یقول فیها..
أما العیون فلها سحرها فی حدیث الشعراء و لها لونها فی اعجابهم و لها تشبیهاتها فی تصویرهم و لا بد ان تکون أوصافها عند عمر الذی استنفذت المرأة جل شعره قد أخذت مساحتها فکانت الحوراء التی یذکرها ستا و عشرین مرة أوضح فیها أوصافها و أبرز لوحاته و هو یراها بشدة سوادها و صفاء بیاضها وسعتها و استدارتها و جمال نظرتها و سحر نظرتها و لا بد ان تکون تشبیهاتها بالرئم التی أتی علیها احدی عشرة مرة وجها آخر من وجوه اعجابه لتبقی بقیة التشبیهات اقل عددا و هو یشبهها بعین الظبیة و العین و المهاة و البقر و الجؤذر و الیعفور و النعجة الادماء و تأتی الاوصاف الاخری المألوفة للطرف الفاتر و النظر المریض و العین القتول و النجل و الکحلاء و المقل الحسان من اللوازم التی لم یجد بدا من تجاوزها و هو یقف فی أوصافه عند جمال موصوفاته و حوارهن و تساؤلاتهن و هن یقطعن المسافات الطویلة و یتبارین فی معرفته کما یقول-و یستکمل الشاعر فی صورته الکاملة بوصفه للجید و العنق و الرقبة بما یناسبها فهو اغید و هی بعیدة مهوی القرط و جیداء و واضحة النحر (1)الدیوان/374."