ملخص الجهاز:
"فجملة هذه الأنواع الثلاثة ثمان و ستون و خمسمائة مادة،النسبة المثویة للمشترک منها (4,63)و لما انفرد به مضعف الثلاثی (4,25)و لما انفرد به مضعف الرباعی (2,11)و قد اقتربت الصیغ التی جاءت مشترکة من ثلثی المجموع،و لنا أن نستنبط من هذا أن اشتراک مضعف الثلاثی و مضعف الرباعی فی المادة اللغویة الواحدة کان هو الأصل،و أن ما انفرد بإحدی الصیغتین یمکن رده لی هذا الأصل ما لم یمنع من ذلک مانع.
و یؤید هذا الاستنباط من أقوال السابقین: *ما عزی إلی سیبویه و أصحابه من أن وزن«ربرب»و نحوه:«فعل»فأصله: «ربب»أبدل الوسط حرفا من جنس الأول، و فی الکتاب(4:417):«اعلم أن التضعیف یثقل علی ألسنتهم،و أن اختلاف الحرف أخف علیهم من أن یکون من موضع واحد»و فی نص سیبویه بیان لتحویل مضعف الثلاثی إلی مضعف الرباعی.
هذا ما أقر من قبل،و یمکن أن نضیف إلیه أن الفعل الثلاثی المجرد الذی أجاز المؤتمر تقله إلی صیغة فعل قد یکون من مضعف الثلاثی، کما فی الفعل الذی أقره المؤتمر(حلل)فإن الثلاثی منه حل،فلما ضعفت عینه صار: حلل،و هذه الصیغة یمکن تحویلها إلی «حلحل»و قد جاء فی القاموس المحیط: و حلحلهم:أزالهم عن موضعهم.
و هذا الأصل هو الطریق الذی یجوز لنا رده إلی مضعف الثلاثی فنقول: إنهم استثقلوا التضعیف فقلبوا الوسط حرفا من جنس الأول، فالأصل الثلاثی:نه و معناه: کف و زجر،کمعنی الرباعی: «نهنهه»افتصبح هذه المادة من المشترک.
و هذا فیما انفرد به مضعف الثلاثی،و أمره یسیر لأنه قد جاء علی الأصل الغالب فی اللغة،و هو ثلاثة أحرف،و زیادة حرف أو أکثر علی الثلاثی قد وردت کثیرا،و لیس تحویل مضعف الثلاثی إلی مضعف الرباعی إلا تطبیقا لقول الکوفیین عن مضعف الرباعی(الهمع 2:216):«إن هذا الباب و نحوه ثلاثی،أصله:فعل فاستثقل التضعیف،فحالوا بین المضاعفین بحرف مثل فاء الفعل»."