ملخص الجهاز:
"و أذکر أنه فی حرکة تعریب العلوم فی المرحلة الإعدادیة التی طبقتها مدارس جمعیة المقاصد الإسلامیة فی لبنان أثبتت الاختبارات أن الطلاب الذین تحولوا إلی الإنکلیزیة فی المرحلة الثانویة کانوا أکثر إلماما بشکل ملحوظ بالمفاهیم العلمیة و الریاضیة من سواهم2، کما أن مشکلة التعبیر باللغة الأجنبیة و متابعة الدروس بتلک المواد فیها،فی أیامهم الأولی، لم تؤثر علی مستوی أولئک الطلبة و استیعابهم.
فی ترحالی و تجوالی بین البلاد العربیة شاهدت کتبا فی العلوم و الریاضیات لکثیر من الفتیان ممن یدرسون هذه المواد بلغة أجنبیة- الإنکلیزیة خاصة-فی المرحلتین الابتدائیة و المتوسطة(و بعض هؤلاء الفتیان من أبناء أصدقائی أو من ذوی قربای،أولاد إخوتی و أخواتی)،و کنت أقرف جزعا و أشفق تأسیا لما أری فی تلک الکتب من اختلاط الکلام العربی المضاف،بنظام و بغیر نظام،فیکاد یغطی النص الأجنبی.
و تطبیقا لهذا المبدأ التربوی الوثیق نجد أن مدارس الدولة فی الولایات المتحدة الأمریکیة (و بقرار من المحکمة العلیا فیها)تدرس أبناء الجالیات من الأقلیات بلغتهم الأصلیة فی المرحلة الابتدائیة دون أن یستثنی منها مواد العلوم و الریاضیات(و هو مدار القضیة التی نعالجها هنا)-علمأ أن اللغة المستقبلیة الرسمیة و العامة لأبناء هذه الجالیات جمیعا هی حتما الإنکلیزیة.
2-أما قلة عدد المطولات و المجلات العلمیة فناشئ عن حصر التعلیم بلغات أجنبیة و هذا یجعل أهل العلم أکثر طلبا للتبحر فی العلوم فی کتب اللغة التی تلقوا دروسهم بها، علی أنه رغما عن هذا قد أدت النهضة العلمیة الحدیثة إلی تألیف بعض المطولات و إنشاء مجلات علمیة و فنیة باللغة العربیة کالمقتطف و المجلة الطبیة المصریة و المجلة التجاریة و مجلة المضمار التی تبحث فی مواضیع الریاضة الجسدیة."