ملخص الجهاز:
"التعریب و اختلاق المعوقات* للأستاد الدکتور جمیل عیسی الملائکة ألقی البحث الأستاذ الدکتور ناجح الراوی للتعریب معان کثیرة،منها الکلام المهذب،و منها نقیضه:الکلام القبیح، و له معان أحری کثیرة غیر تلک،غیر أن له أیضا معانی اصطلاحیة،منها معناه القدیم،و هو جعل صیغة اللفظة الأجنبیة ذات جرس عربی،کما فی تعریب کلمة PhilosoPhia بکلمة فلسفة،و منها الحدیث،و هو بدلالته العامة،جعل المجتمع،بموظفیه،و لغته،و تقالیده، عربیا،و بدلالته الخاصة،استعمال اللغة العربیة بدلا من اللغة الأجنبیة،و منه تعریب التعلیم.
فلیس من الممکن،و نحن فی عصر تتقدم فیه العلوم،و تظهر الفکر و الدلالات و الکشوف العلمیة الجدیدة، بسرعة هائلة،أن ینتظر العلماء کل مرة، حتی تجتمع هیئة معینة لتوحید المصطلحات التی تشیع لدلالة علمیة واحدة،لیتمکنوا من استعمال المصطلح الموحد المقر.
و لهذا السبب بعینه،لا یمکن أن تسلم أی لغة حیة،ینتشر استعمالها علی رقعة کبیرة من الأرض،أو تستعمل فی أکثرمن قطر واحد من تعدد بعض المصللحات للدلالة العلمیة الواحدة.
و قد یزیح أحد المصطلحات المستعملة لدلالة علمیة معینة،سواء مما یستعمل للدلالة نفسها، کما فی إراحة مصطلح water table لمصطلح Phreatic surface ،و کان کلاهما مستعملا للدلالة علی سطح الماء الجوفی، أو کما فی إزاحة مصطلح(المیاه الجوفیة) فی العربیة،مصطلح(المیاه الخفیة)، و کان هذا الأخیر،هو المستعمل قبل نحو عشرة قرون.
و لیس هذا مجال استعراض کل ذلک غیر أن من المفید الإشارة إلی ملامح من بعض ما تمتاز به هذه اللغة،علی اللغات الأوروبیة،من تلک الخصائص.
أما بعد،فإن الاحتجاج بصعوبة تعریب التعلیم الجامعی،لعدم تیسر الکتب المهیجیة،و المجلات العلمیة، و التمسک بأنه لا بد من الانتظار و التریث حتی تعد تلک الکتب،کل ذلک من الأعدار المردودة أساسا."