ملخص الجهاز:
"و لا شک ان من مصلحة النظام السیاسی الظالم،و صم الفقراء بالاضطرابات العقلیة،لان فی ذلک عزلا عن الساحة السیاسیة،و فی النهایة حرمانهم من الخیرات الاقتصادیة التی ینبغی ان ینعم بها افراد المجتمع کلیا بغض النظر عن انتماءاتهم الطبقیة،فالمضطرب عقلیا لا یستطیع المساهمه فی قیادة المجتمع السیاسیة و الاجتماعیة،و هذا الإبعاد المقصود للفقراء عن الساحة السیاسیة، یعطی الطبقة الرأسمالیة الظالمة فرصة عظیمة فی السیطرة علی شؤون النظام الاجتماعی و تحطیم المعارضة السیاسیة الحقیقیة.
فالزعم بان القصاص فی القتل و الجرح و القطع و الجلد،عقوبات فی غایة القسوة مقارنة بنظام السجون الذی اقره القضاء الغربی و اعتبره عقوبة عادلة لجرائم القتل و السرقة و الاعتداء و الاغتصاب،زعم فیه الکثیر من المغالطات،لان فشل القضاء الرأسمالی الغربی فی تصحیح الانحراف و إبعاد الجریمة عن النظام الاجتماعی، وضع الکثیر من المفکرین و المعنیین الغربیین علی حافة السقوط فی احضان الفکرة القائلة بان اجتثاث جذور الجریمة من المجتمع الانسانی لا یتم الا عن طریق استخدام اقسی العقوبات الجسدیة بالمنحرفین،ولکنهم عادوا و قالوا بان قسوة العقوبات فی الاحکام الجنائیة،تتنافی مع تطلعات العالم المتحضر فی النظر للانسان باعتباره کائنا متمیزا یحق له العیش فی الحیاة الطبیعیة،حتی لو کان مجرما منحرفا عن الخط الاجتماعی العام.
الحقیقة الثانیة:و من سلبیاته ارباک النظام الاخلاقی7فانا نتشار الانحراف و انعدام السیطرة الاجتماعیة علیه بنظام او قانون،یفتح الباب امام الافراد بتجاوز الخط الذی یفصل بین الحق و الباطل، خصوصا إذا کان نظام العقوبات متساهلا مع المنحرفین.
و حتی نفهم الصورة المشرقة للعلاج الاسلامی و تأثیره الایجابی فی بناء النظام الاجتماعی الخالی من الانحراف،لابد من ادراج ایجابیات نظام العقوبات الاسلامی بالنقاط التالیة: اولا:علی صعید استقرار النظام الاجتماعی فان فوریة التعامل مع الانحراف یبعد الحیاة الاجتماعیة عن المفآجات المحزنة التی تجلبها جرائم الاعتداء و القتل و السرقة،فیستطیع الفرد ان یعیش و یحیا فی مجتمع تضلله شمس الامان و الحریة و السلام."