ملخص الجهاز:
"لقد کلفت الحرب الباردة الولایات المتحدة الأمریکیة وحدها خلال العقود الأربعة التی تلت الحرب العالمیة الثانیة حوالی الستة عشر تریلیون دولار(و تحدیدا 000,000,15829900 بما یعادل قیمة الدولار الیوم)،و کان من نتیجة ذلک أن الإنفاق العسکری فی مجالات البحوث و التطویر منح المجتمع الأمریکی سبقا بین الأمم فی التقدم العلمی و التکنولوجی،«فلقد نتج عن الإنفاق علی البنی التحتیة للدفاع فوائد جمة،و ما بناء شبکة الطرق السریعة و تطویر الإنترنت إلا مثالان علی ذلک،إذ إن بدایتهما کانتا کمشروعین للأغراض الدفاعیة و العسکریة و لکنهما فی نفس الوقت جلبا عائدا تجاریا کبیرا»4و من الجدیر بالقول إن مبیعات السلاح فی العالم الثالث و بالأخص فی الشرق الأوسط کانت و ما زالت العنصر المهم فی بناء التحالفات السیاسیة5.
إن الولایات المتحدة الأمریکیة تدرک أن خلالا ما قد أصاب مسیرتها و یتمثل بغیاب العدو الاستراتیجی،و بدا لها أن البیئة السیاسیة الناتجة عن ذلک وصلت إلی مشارف الصراع بین مکونات الکیان الحضاری الواحد(الغرب)،و قد یکون بوادر ذلک فی فکرة استغناء أوروبا عن مظلة الدفاع الأمریکیة و التفکیر ببناء قوة ذاتیة لها،أو الشعور بأن التحالف العسکری(الناتو) لم یعد یملک وظائفه الرئیسیة بعد زوال الخطر الشیوعی،أو قد یکون بوادر ذلک الخلافات التجاریة بینهما و الآخذة بالاتساع،و بخاصة أنه بدا کما لو کان هناک إرهاصات نظام دولی یرتکز علی الاقتساد یفسح مساحات أوسع للتنافس و الخلاف7، و لعل هذا یفسر ابتهاج کیسنجر بعودة انضواء أوروبا تحت مظلة أمریکا فی حملتها ضد الإرهاب اعتقادا منه أن أحداث الحادی عشر من أیلول/سبتمبر ستخلق عقیدة عسکریة جدیدة یستمد منها الغرب استراتیجیاته."