ملخص الجهاز:
"ثم استدرک قائلا:«و لکن مع هذا التحدید الاصطلاحی یبقی لکلمة: Civilization عند کثیر من العلماء استعمالها الواسع الذی یشمل مظاهر الرقی المعنوی و المادی للإنسانیة عامة فی مراحل تاریخها»ثم قال:«و کذلک الأمر عندنا -بصفة عامة-فنحن حین نتحدث عن الثقافة الإسلامیة نقصد بها فی الغالب ترائنا الروحی و التاریخی و الفلسفی و اللغوی و الأدبی و الفنی،و حین نتحدث عن الحضارة أو المدنیة الإسلامیة لا نقصد بها مجرد تاریخ العالم الإسلامی و إن کان التاریخ إطار الحضارة و وعاءها،و لا نقصد الثقافة وحدها،و إن کانت هی العنصر الجوهری فی الحضارة، و لا نقصد مجرد النظم و النظریات العلمیة و المخترعات و إن کانت تلک مظاهر مهمة من مظاهر الحضارة،و لکنا نقصد من کل ذلک مجتمعا متکاملا مؤلفا شخصیة متمیزة بین الحضارات الکبری لإنسانیة،و إذا أردنا مزیدا من التحدید اللغوی کان لنا أن نصطلح علی أن نعنی«بمدنیة»جانب العلم و الاختراع،و آثارهما المادیة،و أن نوسع مدلول«حضارة»لیشمل الجوانب الروحیة و المادیة معا(أو الثقافة و المدنیة بمعناها الضیق)بعد هذه المقدمة التی تناولت معنی الحضارة قال:«و علی هذا الأساس نستطیع أن نقول:،إن الحضارة الإسلامیة هی تلک الحضارة التی قامت علی أساس رسالة سماویة هی الإسلام-جاءت خاتمة لرسالات السماء مصدقة لما بین یدیها من الرسالات»و تکلم عن القرآن و ثبوته ثبوتا تاریخیا قاطعا و تضمن سوره و آیات الأسس الکبری لتعالیم تلک الرسالة،و أقوال الرسول و أعماله التی العلماء جهودا خالدة فی تتبع روایتها و استقصاء أسانیدها فکانت ثمرة ذلک کتب الصحاح التی یعدها المسلمون المصدر الثانی بعد القرآن."