ملخص الجهاز:
"الا ؟؟؟ان من الضروری الاشارة الی تیار الثقافة العربیة المتصاعد،الذی کانت المدارس الوطنیة الحرة قبل الاستقلال منبعا له،و قد تمکن قسم من خریجی هذه المدارس و المعاهد الوطنیة ان یکملوا تعلیمهم فی الجامعات المشرقیة،کما ان الحمایة الفرنسیة نفسها کانت قد ارسلت بعض المثقفین من خریجی جامعة بالقرویین الی فرنسا، و ذلک لتحویل تفکیرهم وجهة فرنسا فیکونوا دعاة التغریب و لکن قوة مبادیء القرویین حالت دون انحراف هؤلاء الشباب،فعندما عادت هذه المجموعة لم تلبث أن وجدت طریقها الصحیح مع مبادئها و أهداف الامة، و ما تزال حتی الان من اقوی العاملین فی حرکات التعریب،و هذه الطلیعة تقع علیها فی الحقیقة مسؤولیة ثقافیة عظیمة الاهمیة،علیها ان تتحمل رسالة التقریب و المزج المتکافیء الواعی للتیارات الثقافیة الاجنبیة و الوطنیة فی سبیل ارساء الحیاة الثقافیة علی قواعد بایجابیة تضمن الشخصیة المغربیة العربیة،فوجهة الثقافة المغربیة،کما سبق أن بینا،لم تبلغ بعد مرحلة التبلور،و لما تتحدد معالمها الاصلیة بعد.
ان تیار الکفاح و المقاومة الوطنیة فی المغرب کان قد اتخذ الثقافة العربیة وسیلة للدفاع عن الذات، و الاحتماء من فظائع المسخ و التشویه،مما أدی الی أن تکون معطیات هذه الفترة مجرد اهتمامات رمزیة فوقانیة فی المجال الفکری انعدمت فیها صور التطویر و الابداع لتعمیق الفکر العربی وجودا و اتجاها،فلم یکن الانتاج الفکری فی فترة الحمایة هذه فی مستوی التعبیر عن قضیة الشعب المقهور، بل کانت انتاجا ذا طابع محدود الامد لا یستطیع ان یطل علی آفاق جدیدة تستوعب طموحات هذا الشعب و تطلیعاته،و یتجاوز فکرة الاستعمار الی ما بعده."