ملخص الجهاز:
"عقد المؤتمر العربی الأول للزیت( First Arab Oil Congress )فی القاهرة فی شهر إبریل من عام 1959(رمضان 1378 هـ)و دعیت إلیه فنزویلا و إیران کمراقب،و قد لعب عبد الله الطریقی الذی رأس وفد المملکة إلی هذا المؤتمر دورا هاما و أساسیا فی دعم الموقف الفنزویلی المطالب بالتعاون بین الدول المنتجة للحد من تسلط الشرکات البترولیة و عدم اهتمامها بالأضرار الاقتصادیة المترتبة علی قیامها بتخفیض أسعار البترول.
الشرکات البترولیة لم تعبأ بهذا النداء بل علی العکس من ذالک وقفت منه موقف التحدی،و أمرت بتخفیض جیدد لأسعار البترول فی الشرق الأوسط فی أغسطس 1960(صفر 1380)وصل إلی 6%و أمام هذه الغطرسة و التحدی من شرکات البترول العالمیة کان علی وزیر التبرول و المعادن السعودی عبد الله الطریقی أن یتحرک،و أدع الکلام له کی یحدثنا عما جری فی ذالک الوقت،یقول رحمه الله:(بعد أن قامت الشرکات مرة أخری بتخفیض أسعار البترول فی شهر أغسطس 1960 (صفر 1380)قررت حکومات البلاد المنتجة و المصدرة للبترول أن تعمل معا لوقف تلاعب الشرکات العاملة فی بلادها فهذه الشرکات قد أقدمت علی تخفیض الأسعار تدفعها مصالح شخصیة و قومیة و لذالک لا بد من اتخاذ تدابیر تحمی مصالح البلاد المنتجة.
و بعد اکتشاف البترول و استرجاع رأس المال الموظف تفرض الحکومة اللیبیة شروطا عادلة تضمن استمرار بقاء الخبرة الأجنبیة و تحفظ للیبیا الفوائد التی یجب أن تجنبها من ثرواتها الطبیعة،کما أننا نرید أن نقول لإخواننا الذین جعلوا من أنفسهم حراسا لمصالح الأجنبیة فی لیبیا و فی بعض البلاد العربیة الأخری:إن أصحاب رأس المال و کذالک حکومات البلاد التی یأتی منها هذا الرأسمال الأجنبی قادرة کل المقدرة علی القیام بهذه المهمة،و أن الثروات البترولیة فی الوطن العربی ملک خالص للشعوب العربیة،و لو رادها الله ملکا للشعوب التی تملک رأس المال و الخبرة لأوجدها فی بلادهم فلا تعطوا الأجانب أکث مما أعطاهم الله."