ملخص الجهاز:
"و قد بدأت النقابة فی الاسبوع الماضی بمعهد المحاماة و هو مظهر النشاط الثقافی الاول الذی أشارت الی أن سبق هذا النشاط الثانی و هو مؤتمر بناء مصر الاقتصادی و یسعدنی أن أتحدث فی هذا الاطار فخورا بحضورکم و فتعرض فی هذه اللجنة التی نعرض فیها جانب من جوانب بناء مصر الاقتصادی لموضوع الهجرة و العمالة فی الخارج أو الهجرة المصریة و عمل المصریین بالخارج.
أصبح مشهورا أن هجرة الخبرات الفنیة المصریة الی الخارج فی السنوات الاخیرة تشبه فی أثرها الاقتصادی و الحضاری بمثل ما حدث فی أعقاب غزو السلطان سلیم الاول العثمانی لدیارنا المصریة سند 1517،حیث استهجر معه فی عودته الی القسطنطینیة آلاف الصناع و الحرفیین لیثری بهم الانتاج الفنی فی عاصمته، و یترک مصر فی حالة تخلف لم تقو علی الخلاص منه حتی بدأت تاریخا الحدیث منذ هزت کیانها من جدید تجربتها مع الحملة الفرنسیة فی أواخر القرن الثامن عشر و مطلع التاسع عشر.
ففی الخمسینات کان العمل فی الخارج بأجر أعلا فرصا میزات تسنح لافراد قلائل، و معظمه کان فی اطار التعاون الفنی مع البلاد المحیطة و الافریقیة ضمن برامج معونة تقدمها مصر بمنح رواتب للمعارین منها الی تلک الدول فضلا عما یتقاضونه فی البلاد التی یعارون الیها علی نحو ما تبلور فی النهایة فی القرار الجمهوری 1489 لسنة 1962.
و فی الستینات،و مع تقیید الاستیراد و تثبیت الاجور و الاسعار،و ارتباط ذلک أیضا بحرکة التأمیم التی اتخذت صورة شاملة منذ سنة 1961-تمیزت الستینات بأن هدف أغلبیة العاملین فی الخارج کان الحصول علی بعض الکمالیات و بخاصة الادوات المنزلیة و السیارات من غیر الانواع المتاحة فی الداخل،أو سد بعض الاحتیاجات الاستثنائیة فیما عدا ذلک-و لکن نفقات المعیشة و السکن المعتاد فی مصر کان یکفیها بوجه عام دخل العامل من عمله،أو یستکمل بعمل اضافی محدود."