ملخص الجهاز:
"هذا هو رسم کتابنا الاندلسی الذی توخینا أن یکون أوسع کتاب فی هذا الباب سائلین المولی عز و جل أن یفسح فی الأجل و یأخذ بالید لانجازه مملکة بلنسیة و مرسیه من عادة المؤرخین و الجغرافیین أنهم اذا وصلوا ذکر مملکة بلنسیة و ساحل اسبانیة الشرقی یذکرون معهما جزائر البالیار التی هی میورثة و مینورقة و یایسة،و منهم من یذکر هذه الجزائر مع کتلونیة لأنها مصابة من الجهة الشمالیة لکتلونیة کما هی من الجهة الجنوبیة مصاقبة لبلنسیة، و نحن اخترنا أن نفرد لهذه الجزائر جزءا مستقلا من الحلل السندسیة تحت اسم«الاصول المعرقة و الغصون المورقة فی محاسن جزیرة میورقة»فنذکر هذه الجزیرة و اخواتها و نطوف بجغرافیتها و تاریخها و جمع أخبارها و نعرج علی آثارها و نتکلم عن رحلتنا الیها و نترجم من نبغ فیها من العلماء و الادباء و اشتهر من الامراء و العظماء سواء کانوا من العرب أن من الاسبانیین،فلذلک سنمضی الآن فی ذکر مملکة بلنسیة و توابعها مبتدئین بمدینة طرطوشة التی هی آخر کتلونیة من جهة الجنوب و أول البلاد التابعة لبلنسیة من جهة الشمال،و قد کانت طروطوشة فی الماضی و بقیت مدة طویلة هی الحد الفاصل بین المسلمین و النصاری و کان یقیم بها فی أیام الخلافة الأموریة مندوب من قبل الخیلفة ینظر فی أمور الداخلین من بلاد الفرنج الی المملکة الاسلامیة و علی یده یکون التصریح فی الدخول و الخروج،و ممن تولوا هذه الخطة القاضی منذر بن سعید البلوطی الشهیر لعهد الخلیفة الناصر عبد الرحمن طرطوشة و طرطوشة الیوم مدینة متوسطة واقعة علی ضفة نهر«ابره»الذی ینحدر عل مقربة منها الی البحر و عدد سکانها نحو من 28 الف نسمة،و هی مرکز أسقفیة و قد کان یقال لها فی زمن الرومانیین«درثوزة»."