ملخص الجهاز:
"و ما رأی الاستاذ فیما اذا اخطأ الناسخ او منضد الحروف فی وضع هذه الحرکات،کما ادعی مقدما للقضاء علی الاحرف العربیة کلها و تشیید بنیان هذا المشروع الشامخ?و الأغرب فی الامر،انه هو نفسه غیر واثق بمشروعه،فیعرض مختلف الاقتراحات المتناقضة التی تؤدی الی بلبلة الافکار بدلا من تسهیل اللغة.
و من الحروف التی لا یبقی لها من أثر فتزید الکتابة بلبلة أداة التعریف فانظر کیف یتعثر فی معالجة هذه المعضلة غیر البسیطة(فقرة 49): ا-ما دامت الألف هی و احرف الحرکة الثلاثة (i,u,a) إذا وقع حرف منها فی أول الکلمة أو کان منفردا یمکن النطق به إلا بالاعتماد علی همزة جبریة تسبغه،و أوری أن الهمزة إذا وقعت فی أول الکلمة ممدوة کانت أو مفتوحة أو مضمومة أو مکسورة بدون مد فانه لا لزوم مطلقا لرسمها بل یکتفی بالألف أو بحرف الحرکة.
فی العام 1930 قابل احمد الصحافیین الشیخ عبد الله البستانی،و ذلک اربعة ایام قبل وفاته و طرح علیه السؤال التالی: -ما رأی سیدی الاستاذ فی التعبیر عما تنتجه أدمغة المخترعین فی هذا العصر، و کیف نسمی هذه الآلات الحدیثة التی تطلع علینا کل یوم:أننحت لها الفاظا عربیة جدیدة بطریقة الاشتقاق،أم نأخذ اسماءها الفرنجیة کما هی؟ -لسنا أفضل ممن تقدمنا من العرب،فقد دخل علی العربیة فی ایام الخلفاء بنی امیة و ایام بنی العباس الفاظ غریبة عن اللغة ما لبثت ان أغنتها و اصبحت جزءا منها.
-و الحروف اللاتینیة؟ -هذه بدعة یصعب الاخذ بها فی البلاد العربیة و لیست اللغة بحاجة الیها علی الاطلاق،فهی تستطیع ان تماشی المدنیة الحاضرة دون الالتجاء الی حروف غریبة عنها (راجع جریدة«المعرض»الاسبوعیة عدد 893 فی 20 شباط 1930) و بعد کتابة مقالنا هذا طالعنا فی جزء ابریل 1944 ص 188 من الزمیلة الراقیة «الهلال»المصریة،بحثا لصدیقنا السری الکبیر و الکاتب المعروف الاستاذ محمود تیمور بک،و قد عالج هذا الموضوع بصورة مماثلة لمقالنا هذا."