ملخص الجهاز:
"ففی هذا العرض، سأقتصر علی التفکیر الفلسفی فی مسألتنا،فأضع حدا لبحث فی حقل العلوم الاجتماعیة،حیث یری الاختصاصی بعلم الإنسان کلود لیفی ستروس (Claude Le?vi-Strauss) أن هذه المسألة هی علی مفترق جمیع المشاکل نفسها تتصل بجمیع المشاکل التی تتطرق إلیها مختلف الأنظمة الفلسفیة،حتی نصل إلی إمکانیة القول بأن هذه المسألة هی حاضرة حضورا مکثفا فی بعض المسائل الأخری کمسألة الشخص و الضمیر و الحکم الذاتی و الحریة إلخ.
الأسئلة التقلیدیة عن مفارقة الهویة فی هذه المرحلة من مراحل العرض،و لکی نرکز انتباهنا علی مختلف إشکالیات الهویة،یحسن بنا أن نطرح أسئلة الفلسفة فی هذا الحقل،کما عرفتها الفیلسوفة الأمیرکیة أمیلیا رورتی (Ame?lie Rorty) 6: 1-ما هو الذی یمیز فئة الأشخاص من أقرب الفئات المجاورة(مشکلة المقاییس لتمییز الفئات)؟ 2-ما هی المقاییس لتمییز الأشخاص العددی،الذین یطبق علیهم الوصف العام نفسه(مشکلة التفریق بین الأفراد)؟ 3-ما هی المقاییس التی تمکن من التعرف إلی الفرد نفسه فی ظروف مختلفة،و أوصاف مختلفة و أوقات مختلفة؟ 4-أی نماذج من المیزات تمکن من التعرف إلی شخص بصفته،فی حد ذاته،الشخص الذی هو،حتی،إذا تغیرت تلک المیزات،أصبح شخصا مختلفا،مع أنه لا یزال قابل التعرف إلیه مرة أخری و التمیز، بصفته الشخص نفسه؟ أجوبة الفلسفة التحلیلیة و النظریین لا یمکن أن تکون الأجوبة علی هذه الأسئلة إلا إجمالیة،و لکننا سنتوقف مطولا عند فکر پول ریکور (Paul Ricoeur) ،علما بأن أعماله الحدیثة سعت إلی تجدید إدراکنا فلسفة الهویة فی تصور یختلف عن السابق..
إن الصلة بین الذات بصفته آخر و الآخر بصفته الذات لا یمکن أن تجد تماما و إنجازها إلا فی الصیغة التالیة:«أن یعیش الإنسان عیشة صالحة مع الآخرین و من أجلهم فی مؤسسات عادلة»،و هذا ما یحمل علی القول بأن الغائیة(أعمال عادیة أخلاقیة)و علم الواجبات(مقاییس عامة)هما ضروریان،و لا سیما فی الأوضاع الاجتماعیة المتأثرة بالنزاعات و أعمال العنف."