ملخص الجهاز:
"علی أن جوتلیه Guelelet کان أول من استخدم الإحصاءج الاجتماعی کوسیلة من الوسائل العلمیة للبحث و الاستقراء لکن لهذه الطریقة هیوبا جمة،وما خذ عدیدة، منها:أن صریقة الإحصاء نفسها تختلف من مجتمع إلی آخر،و أن الشعرب تتباین فکرا و خلقا و مزاجا،و أن الظروف التی تعمل فیها النجارب الإحصائیة فی عدید المجتمعات لیست ظروفا متماثلة،و لا هی ثابتة العوامل حتی یمکن أن نقطع بصدق الأرقام التی تحصل علیها.
فان جماع فن الحکم یترکز فی العدالة و اتجه بحث نسیفورو الی المقارنات الاحصائیة لبعض الظواهر الاجتماعیة متوقعا أن یجد منها دلائل تقارن بها درجات المدنیة بین الأمم.
و حتی إذا اعتبرنا الجرائم الأخلاقیة وحدها هی الجدیرة بأن تقع فی نطاق الحسمان فان وقوع الجریمة فی مجتمع معین إنما هو نتیجة طبیعیة لطاقاته النشاطیة أو مجموعة أنواع السلوک السملی،فالجریمة إخراج سام،و الاخراج دائما مقیاس لعملیة ا لبناء الحیوی- کماإننا لا ننسی أن هناک من الجرائم الاجتماعیة أو السیاسیة ما یجیء نتیجة متوقعة لدوافع التطور الاجتماعی أو السیاسی فهی لا تدل علی انحراف خلقی بقدر ما هی تدل علی تطور فجائی معارض.
فالمدنیات التی نشأت خلال التاریخ أشبه الأشیاء بموجات البحر،تبدأ الموجة منها تتقدم فتعلو و ترتفع،حتی إذا بلغت قمة علوها بدأن تهبط و تنحدر و هی لا تکاد تفعل ذلک حتی تکون موجة جدیدة آخذه فی العلو و الارتفاع،و هکذا: و یحدثنا السیر فلندرز بتری( Filnders Pelrie )بقوله:إن ظاهرة المدنیة مماثلة فی أطوارها للظاهره الطبیعیة-فهی تبدأ حیاتها،ثم تنمو و تنتعش،ثم تزدهر و تنضج ثم تذیل و تموت،لتخلیف ظاهرة شبیهة بها تمر بنفس أدوارها."