ملخص الجهاز:
"أخذ هذا العلم اذن یتسع مع انتشار الاسلام و یمتد مع امتداد سلطانه حتی صار من اعظم العلوم التی ولدتها الثقافة الاسلامیة و أکبر الفنون التی استحدثت فی الملة و قد کان وجود بعض الشبه بین بعض أحکامه و بعض أحکام القانون الرومانی داعیا الی زعم بعض باحثی أوربا بأن الفقه الاسلامی قد تأثر بالفقه الرومانی و أن هناک علاقة بین الفقهین اذ کان الفقه الرومانی معمولا به فی بعض الأقطار قبل الاسلام و بعده بمدة غیر قلیلة و فی أعداد السنة الأولی من مجلة المحاماة الشرعیة ردود مقنعة علی هذا الزعیم لبعض الاساتذة الاجلاء و لما کان استخراج أحکام الفقه من أدلتها لا بد فیه من الاختلاف ضرورة اختلاف الأدلة نفسها و اختلاف المستدلین فی طرائق الاستدلال و مناحی التفکیر و وجهات النظر نشأ الخلاف بین الفقهاء و انقسم الفقه إلی طریقتین طریقة أهل الرأی و القیاس و هم أهل العراق و زعیمهم فی ذلک و إمامهم الأکبر الامام ابو حنیفة النعمان، و طریقة أهل الحدیث و هم أهل الحجاز و امامهم فی ذلک الامام مالک بن أنس و قد جاء بعد هؤلاء و أولئک من مزج الطریقتین و إماماهم فی ذلک الامام محمد بن إدریس الشافعی و الامام احمد ابن حنبل ثم صار لکل واحد من أولئک الأئمة الأربعة تلامیذ یؤید کل منهم رأی إمامه و یخالفه أحیانا و صارت آراء هؤلاء الائمة مذاهب مستقرة یحوطها التدوین و ینمیها العمل و وقف تقلیدالعامة عندها و أصبح اجتهاد الفقهاء فی الأصول اجتهادا فی الفروع و قنعت النفوس من الاجتهاد المطلق بالاجتهاد فی واحد من المذاهب الأربعة و من الاجتهاد فی مذهب بالتقلید المطلق و بذلک وقف نمو الفقه و فترت الهمم و ضعفت عن مسایرة الکمال."