ملخص الجهاز:
"و بهذا یکون انتصارها راسخا و سیادتها مکینة،ففی سنة 343 هـ سار سیف الدولة نحو ثغر الحدث علی الحدود البیزنطیة،و کان أهلها قد سلموها بالأمان إلی الدمستق،فنزل بها،و بدأ فی یومه فحط الأساس لبناء قلعتها،فخرج إلیه الدمستق فی خمسین ألف فارس و راجل من جموع الروم و البلغار و الصقالبة،فتصدی له سیف الدولة،و حمل علیه بنفسه فی نحو من خمسمئة من غلمانه،فقصد موکبه،فهزمه و أظفره الله به و قتل ثلاثة آلاف من جنوده،و أسر خلقا کثیرا،و أقام علی الحدث إلی أن بناها و وضع بیده آخر شرافة منها،و فی هذا الیوم أنشد المتنبی قصیدته المشهورة: علی قدر أهل العزم تأتی العزائم و تأتی علی قدر الکرام المکارم ثم یصف ببراعته التصویریة تفاصیل المعرکة،و ما کان من أمر بناء القلعة فی أثناء المعرکة بقوله: هل الحدث الحمراء تعرف لونها و تعلم أی الساقیین الغمائم بناها فأعلی و القنا تقرع القنا و موج المنایا حولها متلاطم ثم یقول لسیف الدولة بعدما رأی من صدق العزیمة و شجاعة النفس و بعد الهمة حتی تحقق له النصر: و لست ملیکا هازما لنظیره و لکنه التوحید للشرک هازم تشرف عدنان به لا ربیعة و تفتخر الدنیا به لا العواصم و لم لا یقی الرحمن حدیک ما وقی و تفلیقه هام العدا بک دائم هذه التطلعات العربیة الخالصة هی التی رسخت الألفة بین سیف الدولة و أبی الطیب المتنبی، هذا بسلاحه ء سلطانه،و ذاک بشعره و بیانه،فالتقیا علی غایة موحدة و هدف مشترک،و اتخذ أمیر السیف من أمیر القلم صوتا إعلامیا یفصح بکل صدق و إخلاص عن التوجهات السیاسیة للدولة التی قامت علی منهج فی التفکیر،و أسلوب فی العقیدة،و انطلاقة نحو تأسیس کیان."