ملخص الجهاز:
"و مع ذلک کان من المستبعد ترجمة هذا الاستیاء المصری الرسمی من الموقف الأمریکی إلی سلوک فعلی، حصوصا و أن الادارة الأمریکیة أدرکت بسرعة ضرورة احتواء هذا الاستیاء فأعلن دین فیشر المتحدث السابق باسم الخارجیة الأمریکیة أن الولایات المتحدة علی اتصال وثیق بالرئیس مبارک و الحکومة المصریة فیما یتعلق بتطورات الوضع فی لبنان لایجاد تفاهم بین البلدین.
و فی نفس الوقت أکد کلیمنت زیبلوکی رئیس لجنة الشئون الخارجیة فی مجلس النواب الأمریکی ضرورة استمرار الاتصالات المصریة-الأمریکیة لتفادی أیة هزة فی علاقات البلدین و هکذا کان واضحا أن هناک حرصا أمریکیا بأن لا یتأثر مستقبل العلاقات مع القاهرة بأحداث لبنان هذا الحرص الأمریکی کان من العوامل الهامة التی حالت دون حدوث فتور فی العلاقات المصریة-الأمریکیة لکن العامل الحاسم فی هذا الصدد هو طبیعة الارتباط المصری الراهن بأمریکا اقتصادیا و عسکریا،فضلا عن قناعة القیادة المصریة بحیویة الدور الأمریکی للتصول إلی حل شامل لأزمة الشرق الأوسط و لذلک عاد الرئیس مبارک لیؤکد أن الولایات المتحدة تملک جمیع أوراق حل الأزمة فی الشرق الأوسط لکن هذا الموقف المصری من الدور الأمریکی فی التسویة مم یحل دون تکثیف الاتصالات المصریة بالدول الأوربیة.
و لاحظ أن هذا التنسیق المصری الفرنسی لیس بدیلا،من وجهة النظر المصریة للدور الأمریکی و مع ذلک فقد أحدث هذا التنسیق تحولا هاما فی طبیعة الدور الفرنسی فی المنطقة فقد احتلت مصر المکان المتقدم الذی کانت تشغله اسرائیل فی نطاق أولویات السیاسة الفرنسیة بالمنطقة طوال العام الماضی کما بدأت العلاقات الفرنسیة-الاسرائیلیة تدخل طور الأزمة لأول مرة منذ دخول میتران قصر الالیزیه کما ارتبط بهذا التنسیق عودة الدور الفرنسی النشط فی تسویة أزمة الشرق الأوسط و کان هذا الدور قد تقلص فی بدایة عهد میتران الذی بدا غیر متحمسا لایة مبادرة أوربیة فی الشرق الأوسط."