ملخص الجهاز:
"و قبل أن نلم بکیفیة تناول الدورة الخاصة المشار الیها أننا لهذا الموضوع نشیر فی أیجاز لمراحل أهتمام المجتمع الدولی المعاصر-ممثلا فی الأمم المتحدة- بأوجه العلاقة بین نزع السلاح و التنمیة،فقد أقرت الجمعیة العامة للأمم المتحدة منذ عام 1950 عددا من القرارات التی تنادی بالحد من النفقات العسکریة و أستخدام الأموال المتوفرة فی الأغراض الاقتصادیة و الاجتماعیة لا سیما لصالح الدول النامیة،و ظلت أقتراحات الجمعیة العامة للأمم المتحدة حول أجراء تخفیضات متفق علیها فی المیزانیات العسکریة تتکرر أیضا منذ ذلک الحین،بل أنها نصت بصورة محددة فی عدة مناسبات علی تحویل جزء من المدخرات بهذه الطریقة للنهوض بالتنمیة الاقتصادیة و الاجتماعیة فی الدول النامیة و کان المبعث الأخلاقی هو الدافع لاستصدار هذه القرارات التی أستندت الی أنه من الخطأ تبدید الموارد علی حیازة السلاح بینما الحاجات الأساسید لأعداد کبیرة من سکان العالم لم تستوفی، و کان المفهوم الضمنی کذلک من جملة هذه القرارات أن وضعا من التسلح المفرط قائم و سیظل قائما کذلک، و من ثم فانه یمکن تحقیق قدر من أعادة توزیع الموارد دوما إثارة قلق ما بشأن الأمن بمفهومه العسکری، أی أن العدید من الاقتراحات المشار الیها کانت تقدم علی أساس الاعتقاد بأن کمیة الموارد الموجهة للتسلیح کبیرة الی حد أنه یمکن تصور تحویل بعض هذه الموارد الی التنمیة دون التطرق فی الحقیقة الی المسائل المعقدة و الحساسة التی یثیرها نزع السلاح الشامل الفعال.
و یلاحظ أن الوثیقة الختامیة للدورة الخاصة المشار الیها لم تحدد طبیعة تلک الصلة بین نزع السلاح و التنمیة،و من ثم فقد طالبت الجمعیة العامة فی هذه الدورة سکرتیر عام الأمم المتحدة أن یعین فریقا من الخبراء الحکومیین لاعداد دراسة حول العلاقة بین نزع السلاح و التنمیة مع الترکیز علی الآثار المترتبة علی نزع السلاح و الحد من سباق التسلح علی التنمیة الاقتصادیة فی الدول النامیة،و تغطی الدراسة المجالات التالیة:- أ-أستخدام المصادر الطبیعیة للأغراض العسکریة فی الحاضر و المستقبل."