ملخص الجهاز:
"2-هجرة العمالة المصریة المؤقتة (خلفیة الظاهرة) ترتبت علی حرب رمضان أکتوبر 1973 و ما فرضته الدول العربیة البترولیة من حظر علی صادراتها النفطیة الی دول الغرب،زیادة مفاجئة فی أسعار النفط الخام،أحدثت أثار بعیدة المدی علی الصعیدین الاقلیمی و الدولی فقط نتج عن هذه الزیادة فی الاسعار زیادة هائلة فی الموارد التمویلیة المتاحة للدول المصدرة للبترول و لقد دفعها ذلک الی تبنی خطط تنمویة ضخمة لم یکن من السهل علیها تبنیها لو لا هذه الموارد التمویلیة التی تهیأت لها و مع توافر الموارد التمویلیة لهذه الخطط لم یکن عنصر العمل اللازم بمستوی المهارة المطلوب،و هو من العناصر الحاسمة فی عملیة التنمیة،متوافر الدی هذه الدول سواء من حیث الکم أو من حیث الکیف.
38 و بالعودة الی قوة العمل المصریة نجد ان هناک ندرة حادة فی قطاع البناء و التشیید،کما ان الهجرة اصبحت احد العوامل المقیدة لقطاع الصناعات التحویلیة فی مصر،اما قطاع الخدمات فرغم توفر فائض داخلی به الا أن الهجرة تتم بصورة کبیرة من الفئات التی یعانی قطاع الخدمات من ندرة فیها،کما یلاحظ ان هناک بعض القطاعات التی لا تعانی من مشاکل نقص العمالة بها،بنخفض الطلب علی العمالة المطلوبة منها فی الدول العربیة البترولیة39و علی ذلک فأن امکانیات توفیر العمالة المطلوبة للدولة العربیة البترولیة من الاقتصاد المصری تعد ضعیفة،و یؤکد ذلک التوزیع الوظیفی للعمالة المطلوبة للدول العربیة البترولیة حسب مستویات المهارة عام 1985 و المقدر بواسطة الدراسة السابقة.
و نخلص مما سبق الی ان هجرة المصریین سوف تستمر فی المستقبل،و ان کانت مؤشرات الطلب علی العمالة الفنیة و الماهرة تشیر الی التزاید فی المستقبل الأمر الذی قد یضع سوق العمل المصریة فی موقف اکثر حرجا اذا ما استمرت الهجرة تتم بدون تخطیط کما هو متبع حالیا."