ملخص الجهاز:
"ما یهمنا بهذا الخصوص أن حرکة الوحدة الأوربیة فی تلک المرحلة تنازعها تیارات:الأول:دعا إلی قیام تنظیم أوربی فوق قومی، و الثانی:دعا الی قیام تعاون بین الحکومات الأوربیة حول (تصویرتصویر) بعض الموضوعات الخاصة و المحددة،و وضح فی تلک الفترة معارضة بریطانیا لأی خطوة من شأنها الانتقال بالتعاون الأوربی إلی مرحلة الأندماج مما جعل فرنسا تأخذ زمام المبادرة بهذا الشأن لهذا السبب لم تنضم بریطانیا إلی معاهد مجمع الفحم و الصلب الأوربی(1951)و التی وقعت علیها فرنسا و المانیا و دول البینولکس(هولندا- بلجیکا-لوکسمبرج)و هی نفس الدول التی وقعت علی معاهدة الجماعة الاقتصادیة الأوربیة فی 25 مارس 1957 و التی أصبحت ساریة المفعول من أول ینایر 1958،و لم تنضم بریطانیا إلی عضویة الجماعة الاقتصادیة الأوربیة کما فعلت عند تکوین مجمع الفحم و الصلب الأوربی بل و أقدمت مع بعض الدول الأوربیة الأخری علی انشاء ما یسمی بالرابطة الأوربیة للتجارة الحرة(1959)لکنها سرعان ما أدرکت ضعف البدیل الذی بادرت به،لذلک نجدها إبتداء من عام 1961 تتخلی عن سیاستها التقلیدیة و التی کانت ترمی الی الابتعاد عن مؤسسات الوحدة الأوربیة.
ثانیا-بریطانیا و فشل قمة بروکسل: عقد رؤساء دول و حکومات الدول العشر الأعضاء فی الجماعة الاقتصادیة الأوربیة فی بروکسل یومی 19،20 مارس الماضی إجتماعهم الدوری أملا فی الوصول إلی حل للأزمة المالیة الحالیة التی تعیشها،و کان الرئیس الفرنسی میتران الذی کان یرأس هذا الاجتماع بوصفه رئیسا للجماعة فی دورتها الحالیة قد قدم وثیقة عمل للاصلاح المالی أهم ما تضمنته زیادة الموارد المالیة لخزانة الجماعة عن طریق مضاعفة نسبة الضریبة المدفوعة من کل دولة للخزانة."