ملخص الجهاز:
"إننا نشعر أن من أشد الأخطار التی تواجهها الحرکة الإسلامیة فی الواقع المعاصر هو هذا الإستسلام للأمر الواقع الذی فرضته توازنات المصالح الإستعماریة الکافرة لأن ذلک یؤدی إلی خلق حرکات إسلامیة محدودة ضیقة لا تعیش امتداد الإلام فی الآفاق الکبیرة،بل تختنق فی القضایا الصغیرة الملیئة بالإلتواءات و التناقضات النفسیة و العملیة..
بفعل الأوضاع المعقدة التی تواجهها حرکة الثورة فی العلاقات السیاسیة الإقلیمیة و الدولیة،مما أفسح المجال لارتباک التصور الإسلامی لدی المسلمین إزاء الموقف من هذه القضیة،بین تصور سلبی یطرح فکرة تقدیم المصلحة الإقلیمیة فی بلده علی مصلحة القضیة أو یحاول تصویر الموضوع کما لو کان ناشئا من إساءة الأسلوب المتبع فی معالجة القضیة،الأمر الذی جعلها تنحرف عن مسارها الطبیعی،و تخلق المشاکل للمسلمین الآخرین من دون مقابل و تؤدی بالتالی إلی المزید من المنازعات و الخلافات التی تعمل علی تدمیر القضیة من الأساس بتدمیر قاعدتها الشعبة التی تمنحها قوة الامتداد و الاستمرار...
و بذلک لا تکون المسألة مسألة خطر تمثله القضیة الفلسطینیة کثورة،علی هذا البلد أو ذاک،بل المسألة مسألة خطر تمثله اسرائیل فی تطلعاتها السیاسیة الاستعماریة المستقبلة علی المنطقة بشکل عام،و هکذا نجد ان الاحساس بالاقلیمیة قد جعل الموضوع یتحول الی مجال للاخذ و الرد بطریقة تستبعد التصور الشامل للخطر من الذهنیة السیاسیة للانسان المسلم، و تجعله یتعامل مع الاشیاء و الوقائع من موقع السذاجة التی توحی له بالتهوین من خطورة شأن العدو،بحجة ان المشکلة لیست معه فی بلدة،الا بقدر ما تتصل بمشکلة العدو مع الاخرین فاذا تحرک الآخرون بعیدا عن مواقعه لم یعد هناک مشکلة بینه و بین العدو..
النزعة الإقلیمیة فی لا شعور العاملین و قد نلتقی ببعض ملامح الإقلیمیة فیما نواجهه من استغراق بعض الحرکات الإسلامیة فی مشاکل قطر إسلامی معینة لأن الأکثریة فی داخل هذه الحرکات تنتمی إلی هذا القطر أو ذاک.."