ملخص الجهاز:
"(1)العلاقة بین الشوری و تنفیذ الولایة: من خلال الآیات القرآنیة و المقارنة بینها یمکن أن نفهم أن القرآن الکریم یدعو إلی استخدام نظام الشوری فی المستوی التنفیذی للولایة باعتباره منهجا للحکم الإسلامی و قد جاءت الروایات أیضا تؤکد هذا التوجه کما أن بعض الوقائع التاریخیة تدعم هذه النظریة.
و نستعرض بعض الأحادیث التی تؤکد هذه الحقائق:- 1-أهمیة الشوری و النهی عن مخالفتها: -عن سلیمان بن خالد قال سمعت أبا عبد الله(ع)یقول:استشر العاقل من الرجال الورع،فإنه لا یأمر إلا بخیر،و إیاک و الخلاف فإن مخالفة الورع العاقل مفسدة فی الدین و الدنیا.
و سبب نزول الآیة الکریمة و شاورهم فی الأمر فإذا عزمت فتوکل علی الله علی ما یذکر المؤرخون هو أن النبیاستشار قومه فی مواجهة محاولة غزو المشرکین للمدینة فی معرکة أحد و کانت مشورتهم إیاه الخروج إلی قتالهم خارج المدینة و کان رأیه(ص)هو البقاء فی المدینة و لم یر النبی(ص)من المصلحة مخالفة عامة أصحابه فی ذلک فعزم علی الخروج و لبس لامته.
و هذه الملاحظة قد تجیب عن السؤال الذی قد نواجهه فی قضیة الشوری،أن النبی(ص) لماذا لم یؤسس أجهزة شوری کما هو معمول به فی هذا العصر و لماذا لم یصنع الخلفاء من بعده ذلک و بالأخص الإمام علی(ع)؟ فإن الجواب عن ذلک هو أن الدولة فی الصدر الأول الإسلامی لم تکن معقدة فی أجهزتها کما هی فی العصر الحاضر بالإضافة إلی أن الظروف الإستثنائیة التی کان یعیشها النبی(ص) و هو یؤسس الدولة الإسلامیة و کذلک ظروف الحرب و القتال التی واجهها الخلفاء من بعده و بالأخص الإمام علی(ع)لم تکن تسمح بتطویر هذه الأجهزة الشوریة و لذلک لم تتبین بشکل واضح معالم هذا المنهج الإسلامی فی التنفیذ فی تلک الفترة الزمنیة و إنما کانت الممارسة بشکل محدود."