ملخص الجهاز:
"و لأن الکمال هو الغایة التی وضعها الله سبحانه للانسان،و بما ان الانسان عند الطوسی قد خلق منذ بدأ الفطرة مستعدا لهاتین الحالتین،فانه محتاج للأنبیاء و الأئمة الهداة و المؤدبین و المعلمین،حیث لا یحتاج الی مزید من الجهد و الحرکة،لتوجه الانسان ناحیة السعادة الأبدیة،حیث یجب أن یملک الجهد و یعرف العنایة لذلک،و لا یستطیع أن یصل الی هذا القصد إلا بحرکة الضمیر فی طریق الحقیقة و اکتساب الفضیلة،کما یقول«الطوسی»: هنا تتحدد البنیة المعرفیة بالبنیة الوجودیة،لتنطلق فعلا متناسقا مع الطبیعة و الانسان باتجاه توحد یؤدی الی توحید.
العدد 66/67-شوال/ذو القعدة 1410 هـ شمولیة الطرح الذی بسطه«الطوسی»،و تلمس فیه بعدا مجتمعیا وجودیا،هذه ناحیة، و من ناحیة ثانیة،فان فرض وجود المثل،یعنی انه لا یمکن معرفتها،فقد سلمنا أنها تسکن فی عالم آخر و أنها متعالیة عن عالم المحسوسات و بما أنه لا یمکن ان یلتقی عالم المحسوسات مع عالم المعقول،فلا یمکن ان تعرف الحقائق،و یظل عالم الانسان قاصرا نسبیا بالاضافة الی عالمنا،و إذا کان کذلک،فلا سبیل الی معرفة الثل کالجمیل بالذات و الخیر بالذات و غیرهما فی عالم المثل،بل یترتب علی انفصال العالمین نتیجة أخطر و هی أن الله لا یعرف شیئا عن عالمنا47.
فإن استعمل هذه القوة وصل بالارادة و السعی الی الفضیلة التی خلق موجها نحوها،و ان اهمل مراعاة تلک الخاصة،تغلبت علیه تلک الأشیاء التی یشترک فیها مع الحیوانات و المرکبات الأخری،و ینحط عن مرتبته و یصل الی مرتبة البهائم أو أوضع منها، و یکون مثل هذا فی الرغبة بتحصیل الملذات و الشهوات البدنیة،حیث لا یستطیع مجاراة خنزیر أو کلب."