ملخص الجهاز:
"شعر الوقوف علی الأطلال من الجاهلیة الی نهایة القرن الثالث -3- هذه أشهر الصور التی رسمها شعراء العرب فی الجاهلیة فی وصف آثار الدیار.
و ینظر الشعراء فی هذه الصور جمیعا إلی شیئین اثنین فی الرماد دائما، هما لونه أولا،و مکانه بین الأثافی ثانیا،و هذان الشیئان هما مواد تصویر الرماد،و مداره فی شعر الوقوف علی الأطلال.
و أشهر من هذه الصورة و أجمل،و أکثر منها دورانا فی شعر الوقوف علی الأطلال،الصورة التی رسمها الشعراء فی مجال تصویر الرماد بتشبیهه بالطیر الأوراق.
قال حسان1: أشاقک من أم الولید ربوع بلاقع ما من أهلهن جمیع2 عفاهن صیفی الریاح،و واکف من الدلو رجاف السحاب هموع3 فلم یبق إلا موقد النار حوله رواکد أمثال الحمام وقوع4 و نری الأثافی الثلاث،فی هذه الصورة،ساکنة هادئة حول موقد النار،کأنها بألوانها و أشکالها حمائم جاثمة علی الأرض.
قال النابغة الذبیانی فی ذلک1: توهمت آیات لها فعرفتها لستة أعوام،و ذا العام سابع2 رماد ککحل العین لأیا أبینه و نؤی کجذم الحوض أثلم خاشع3 یذکر النابغة النؤی بین بقایا الدار کما نری،و یصوره،فیشبهه فی هذا التصویر بطرف الحوض،لاستدارة النؤی حول البیت،کما یستدیر الحوض، ثم لارتفاع حافة النؤی عن الأرض لحبس الماء،کما ترتفع حافة الحوض لحبس الماء أیضا.
و قد رسم شعراء العرب صورة أخری للنؤی حین وصفهم له،و هی تشبیه النؤی بسوار منالعاج قال کثیر عزة فی صفة نؤی1: عرفت لسعدی بعد عشرین حجة بها درس نؤی فی المحلة منحنی2 قدیم کوقف العاج ثبت حوله مغارز أوتاد،برضم موضن3 و العلاقة بین النؤی و بین سوار العاج فی هذه الصورة،أو وجه الشبه بینهما،هو الاستدارة و ارتفاع الحافة أیضا،کما فی الصورة الأولی التی شبه الشعراء فیها النؤی بحوافی الحوض.
*** هذه أهم الأشیاء التی ذکرها الشعراء من بقایا الدیار،و صوروها فی شعر الوقوف علی الأطلال."