ملخص الجهاز:
"و کانت النصاری علی ما یحکی لا تری مورد القتل إلا العفو و الدیة؛ و سائر الشعوب و الأمم علی اختلاف طبقاتهم ما کانت تخلو عن القصاص فی القتل فی الجملة،و إن لم یضبطه ضابط تام حتی القرون الأخیرة؛ و الإسلام سلک فی ذلک مسلک وسط بین الإلغاء و الإثبات:فأثبت القصاص و ألغی تعینه بل أجاز العفو و الدیة ثم عدل القصاص بالمعادلة بین القاتل و المقتول فالحر بالحر و العبد بالعبد و الأنثی بالأنثی،و قد اعترض علی القصاص مطلقا و علی القصاص بالقتل،خاصة بأن القوانین المدنیة التی وضعتها الملل الراقیة لا تری جوازها و إجراءها بین البشر الیوم قالوا:إن القتل بالقتل مما یستهجنه الإنسان و ینفی عن طبعه و یمنع عن وجدانه،و قالوا:إذا کان القتل الأول فقدا لفرد فالقتل الثانی فقد علی فقد،و قالوا:إن القتل من الأسر القرآنیة علی حناوی بالقصاص من القسوة و حب الانتقام؛و هذه صفة یجب أن تزاح عن الناس بالتربیة العامة،و یؤخذ القاتل أیضا بعقوبة التربیة من دون القتل."