ملخص الجهاز:
"و تبتدیء المنازعات و القضایا تننجم بقرونها،و تفتر أحلام الرجل فی أصهاره الجدد،و یعود الی زوجته الأولی و أولاده بعد أن یکونوا قتحوا لهم حسابا طویلا فی المحاکم و القضاء و العجب کیف یوضع للغش فی عقود التجارة عقوبات رادعة و قوانین،و الغش فی عقود الزواج لا توضع له عقوبات لتقی العائلات من أمثال هؤلاء المخادعین،مع أن هذه الناحیة فی الشئون الاجتماعیة أشد ضررا من سائر المعاملات التجاریة و خلافها و بین سمع الحکومات و رجال الاصلاح و الکتاب ما یفعله العمال الذین یتنقلون من بلادهم فی الصعید و غیره وراء أرزاقهم،و کلما نزلوا بلدا تزوجوا فیه و نسلوا منکرین علی أصهارهم الجدد أن لهم فی بلادهم زوجة و أولادا و زوجات، و قد أخبرنی أول وزیر للشئون الاجتماعیة أنه حینما کان محافظا للقاهرة وجد عدد الأطفال المتشردین کذا،و ذکر رقما هائلا،و بالبحث وجد أنهم أبناء هؤلاء العمال الذین یعددون الزوجات بهذه الطریقة فی کل بلد ینزلون فیه،و تطول به إقامتهم السنة و السنتین،فلا یجدون بدا من الزواج و ینکرون أن لهم زوجات فی بلادهم،فمشکلة کثرة الأطفال المتشردة إنما أتت من هذا التعدد القائم علی هذا الغش عند الاقدام علی الزواج الثانی،بل تعدی هذا الغش الی الطبقات الخاصة لاعتبارات عائلیة من خوفهم من زوجتهم الأولی و أسرتها،و من أولاهم منها،فیتزوجون أخری و ینکرون علیها و علی أسرتها حالتهم الاجتماعیة القائمة."