ملخص الجهاز:
"رسالة المجلة إلی أسرتی المحاماة و القضاء أولا و إلی المستنیرین و المشترعین ثانیا «لحضرة صاحب الفضیلة الاستاذ الشیخ عباس طه المحامی» منذ عقد من السنین خلت کنا تطالع قراء هذه المجلة ببحوث ضافیة فی المقارنات الوضعیة و التشریعیة و فی النظریات الاجتماعیة و الفلسفیة و فیما جری علیه عمل القضاء و المحاماة و فی فصول مستفیضة عن مقارنة بین عهدین للمحاماة قدیما و حدیثا و فی أبواب النفقات المختلفة و فی أبواب الوقف من جمیع نواحیها و کان کثیر من زملائنا المستنیرین فی فن الکتابة و القلم یتخذون من هذه المجلة منیرا لآرائهم و منارا لتحقیق مذاهبهم ثم تطورت هذه الرسالة حتی باتت مضرب المثل لمدرسة تلقی علی العلوم العصریة أضواء من النور و الاشراق غیر أن ظروف الحرب و ما اکتنفها من ندرة المواد الأولیة للطباعة کالورق و المداد الجید و أیدی العمال و غلاء هذه المواد قعد باستمرار رسالة هذه المجلة إلی المدی المرموق لها و ظلت الأنواء المحلیة تمشی بها أحیانا و تقف بها أحیانا إلی أن اقتصرت علی نشر الأحکام ذات المبادیء ولکن البحوث التی کانت نقیض بها أعمدتها لو أنها استمرت لکانت أعم غایة و أجدی فائدة فان العلم فی آفاقه المختلفة قد تطور تطورا یسایر کل زمن و جیل و ما من شمس یوم تطلع علی الناس إلا و فی طیاتها عظات و عبر و مثلات یهتدی بها اللاحق و نکون أثرا للسابق فالقضاء الشرعی مثلا قد تطور تطورا مرموقا فی مصر و شملت تطوراته أنحاء الفقه الاسلامی فقد فرض فی القاضی الشرعی أن یکون ذا حساسیة بالموضوع الذی یقضی فیه فیرجع إلی أمهات النصوص القیمة لیستطیع أن یخرج إلی المتقاضین أحکاما ذات مبادیء یسیر علی هدیها کثیر من الناس."