من وحی الشریعة الإسلامیة مقالة

"و أن یهدم صروح‌ الظلم فی الظالمین و لا یفعل و أن ینصر من نصره الله و لا یفعل و أن یرسل کلمة الخیر یصیب بها قلوب ذوی السلطان فتنطلق أیدیهم بالأعطیة و ألسنتهم بالدعوة إلی الاستزادة منها بین‌ أنصارها و لا یفعل،و من هذه الناحیة کان حظ البخیل من هذا النوع علی البشریة أشد من‌ الوباء و أفتک من أصفر الهواء. لکن یبقی بعد ذلک أن صنفا من بخلاء قد ألانوا جانبهم للناس و خفضوا لهم‌ أجنحتهم و أعسلوا لهم فی الخطاب و هذا بدهی الظهور فی جانب غیر قلیل من الخلق لأن شح‌ النفوس أعیا الأدواء و أعصی العلل و الاهواء فهو یحاول أن یحجب علته عن الناس بما یظهر من مداورة و التواء فاذا جد الجد و طالبه الواجب بأسهام فی مبذول مال و إصلاح حال رأیته‌ یفر أمام العیون فرار الأبل إلی أعطانها و الطیور الحائرة إلی أعشاشها و لیس ذلک إلا لأن‌ البخل داء روی کشف عن نفس معتلة و قلب سقیم فهل حانت الساعة التی تتلاقی فیها أطباء البشریة یمرضاها؟..."