ملخص الجهاز:
"و الا بن أعز شیء علی النفس یراه الانسان فی هذه المحنة القاسیة خیر درع یتقی بها لفح السعیر،فاذا لم یغن ذلک غناء مد یده الی أقرب شیء بعد الولد و هو الزوج..
و لو ذهب کات أو شاعر یصور هذه الحال لما أمکن أن یقارب هذا التصویر القرآنی و لا أن یقع فی ظلاله؛و هب شاعرا أو کاتبا وقع فی نفسه هذا الترتیب،أفتظن أنه کان یستطیع أن یجد له هذا البیان الواضح السمح?ثم أکان یفرق فی هذا المقام بین زوجة و زوجة بهذه اللفظة«صاحبته» التی تضمن لهذا الترتیب بین أهل الانسان و عشیرته الصدق و الواقعیة.
ذلک أن هذا الترتیب فی سوق الأعزاء من الاهل (2) و الولد الی ساحة التفدیة عن النفس لا یقع بهذا التحدید علی الصورة المعروفة..
لأن و قدة النار و لفح السعیر لا تترک للمرء قرصة لهذا التمهل فی تقدیم الوسائل التی یراها محققة لبعض ما هو فیه،و انما هو یحشدها جمیعا حشدا،و لکنها فی حشدها تأخذ هذا الوضع فی الترتیب،و العطف بالواو هذا الذی یحقق هذه الصورة لأن«الواو»لمطلق الجمع من جهة و للترتیب من جهة أخری،و لیس بین متعاطفیها امهال کما یکون ذلک بین المتعاطفین بالفاء،اذ تقول جاء فلان و فلان فیدل ذلک علی أنهما جاءا معا فی لحظة واحدة،و تقول جاء فلان ففلان فیدل ذلک علی أن الأول جاء سابقا للثانی و لو بلحظة یسیرة من لحاظت الزمن.
فهی من جهة تقید الترتیب،و بذلک تحقق الحکم العام الذی یجری علیه معظم الناس،و هی من جهة أخری تجعل هذا الترتیب ملزما-لأن الترتیب لیس من طبیعتها،و لکنه شیء عارض لها-و بذلک تنناول الأطراف المنحرفة من مجموع الانسانیة و تجعل لها مدخلا فی الحکم و مکانا فی الصورة."