ملخص الجهاز:
"ابتدأ ذلک من عهد المعتصم بالله العباسی أواخر القرن الثالث،ثم استفحل فی صدر ولایة المطیع سنة 338 فلم یزل أمر الخلافة یتضاءل و الفتق یتواصل حتی اتسع الخرق علی الراقع،و أصبحت رباعها و هی بلاقع،یوم أقصی هلاکو خان بقیة العباسیین من أقمنا لهم فیها المآتم،کلما مضی مشهد منهن أحدثن مشهدا فقل لحماة الظلم من حلفائهم لنا العدل نحمیه،و نمضی علی هدی نرد علی آبائنا ما توارثنا قواضبهم،لا نتقی غارة العدی نضن بهم أن یفضحوا فی قبورهم و نحمی لهم مجدا قدیما و سؤددا بغداد فثووا بمصر،و کان حظهم فیها الا بلاس و الحصر، فلم یبق للخلافة إلا الدعاء فی الجمع و الأعیاد،و ما حیاة من لیس حظه غیر الرفع علی الأعواد لقد زلزلت الخلافة بدخول جند التتر بغداد سنة 656 و سلطانهم هلاکو خان،و الخلیفة یومئذ المستعصم بالله عبد الله بن المستنصر فقتلوه و أعملوا السیف فی بنی العباس فلم ینج منهم إلا من عصمه الأجل،و کان أحمد بن الظاهر العباسی عم المستعصم قد نجا مترددا فی أحیاء العرب الی أن وصل مصر سنة 659 و سلطان مصر یومئذ الظاهر بیبرس فبادر الظاهر الی مبایعة احمد بالخلافة،و حاول أن یخضد به شوکة التتر فسیره بجیش الی بغداد،فاما جهزه بجیشه تلقاه جیش هلاکو فی موضع یقال له غانة فقتل هنالک،ثم ظهر بعد مدة غیر طویلة رجل من عقب المسترشد العباسی و هو احمد بن علی بن ابی بکر بن أحمد بن المسترشد و قدم الی مصر فسر به الملک الظاهر و بایع له بالخلافة و لقبه بالحاکم و فوض الیه أمور العامة و الخاصة،کما فوض هو للملک الظاهر عهدة البلاد،فبقی هو و عقبه بمصر یدعی لهم فی الخطب و تکتب أسماؤهم فی السکة و یتبرک بهم و بأسمائهم علی أنهم حفظة سیاج الدین."