ملخص الجهاز:
"و اهتداء بهذا التصریح النظری توجه البحث إلی إعادة بناء الشعریة العربیة،مقوضة بذلک النظریة القدیمة للمعنی،ثم اتباع مسار تحلیلی یؤالف بین نماذج عینات المتون الشعریة و القصائد المفردة، متوجها،حسب مسار التحلیل و متعرجاته و غوایاته،نحو إمکانیة الاحتماء بشعریة عربیة مفتوحة،تری إلی القراءة اللانهائیة علی أن اختیار وحید لمصاحبة لا نهائیة النص الشعری الذی یعلمنا اتواضع فالتواضع.
ثم انتقلنا من مشترک البنیة الواحدة إلی الفردی الذی یتحقق فی النصر الواحد،حتی یبرز لنا الاختلاف بین تاریخیة البنیة الجماعیة و تاریخیة ذاتیة النص المفرد،مرکزین فی هذا التحلیل النصی المفصل علی محور خاص،هو«دورة الزمن»فی التقلیدیة،و«المتخیل الشعری»فی الرومانسیة العربیة،و«فضاء الموت»فی الشعر المعاصر.
ثم هناک البنیة و الأبدال التی تناولنا فیها مسألة الانتقال من بنیة إلی أخری،بتقدیم أولی لفرضیات الانتقال امتداولة فی الخطاب النقدی و التنظیری العربی،و هو التطور و التحول و التجاوز،منتهین بذلک إلی نقد هذه الفرضیات، و اقتراح فرضیة الإبدال التی أثبتناها کذلک بصیغة الجمع فی عنصر من العنوان الفرعی للأطروحة، ویلی ذلک شرائط الإنتاج الشعری فی کل من المرکز و محیطه،مؤکدین أهمیة المؤسسات الشعریة و اللغویة و السیاسیة و الاقتصادیة فی خلق المرکز و المحیط معا؛و هو ما سمح لنا بإضاءة بعض المعطیات و الإشکالیات.
لقد عودتنا جملة من الدراسات العربیة المتعلقة بالشعر العربی الحدیث الوقوف عند علاقة هذا الشعر بشعرنا القدیم و بالشعر الأوروبی،مستنهضة بذلک إشکالیة اختلقها لنا الغرب ذاته و ما تزال متداولة فی الخطاب الثقافی العربی،و هی«التراث و المعاصرة».
ب-تبتدی لنا مفارقة صریحة بین الدراسات الشعریة التأسیسیة فی الأعمال العربیة القدیمة و الأعمال الأوربیة و الأمریکیة الحدیثة من جهة، و النموذج الذی تنتمی إلیه هذه الدراسة من جهة ثانیة،حیث تتوقف الأولی عند أبیات أو مقاطع شعریة قصیرة لا یصل بینها غیر السیاق النظری الذی توجد فیه."