ملخص الجهاز:
"إذن،و بعد تعرف مفردات المأثور و ردیفة،حسب ما جاء عند علماء الاختصاص،نطرح عددا من التساؤلات: لماذا لا تدخل مرادفات المأثور المرئیة السابقة، أو بعض منها،فی نطاق معملیة التجریب إلی جانب نصوص المأثور المسموعة؟کمثال دعوة کل من علی الراعی إلی«الکومیدیا المرتجلة»و منذ محاولات شوقی عبد الحکیم فی جمع نصوص منها و تعامله مع التراث المحلی مثل سفیقة و متولی و المستحبی و غیرها،و قد صاغ بعضها معارضا بعض المناهج القدیمة21التی لا تری التعامل مع التراث إلا لمجرد إحیائه و بعثه.
و فی الوصف السابق ما یضع أیدینا علی الفرق بین أداء السیرة و الأداء المسرحی،کما یجعلنا نحس بالتجریب عند بعض کتاب المسرح،فی محاولتهم اختیار نماذج من الحکایات و السیر الشعبیة،و تعاملهم مع النص،و تصرفهم فی الأحداث و اختصار بعضها،و یبدو أن هذا التصرف«التجریبی»من قبل البعض کان من کثرة أحداث هذه السیرة فی أماکن متعددة و أزمنة متغیرة،إضافة إلی شمولیة القضایا التی تتناولها.
و إلی جانب ذلک،یمکن ملاحظة ألوان من التعبیر الحرکی و القولی أیضا،فیما رصده لنا الباحثون من أمثال أحمد رشدی صالح؛فهو یعلق لنا علی الرقص و الغناء و التقلید و التمثیل الساخر و بقیة فنون«المسخرة الشعبیة»،و من خلال هذا الرصد یمکن ملاحظة أنها کانت تحتوی علی الأداء الحرکی و التعبیر،و ذلک عند ما یقول: «إننا نلاحظ أن بعض هذه الفنون بدأ من الممارسات الاعتقادیة کالرقص و التمثیل و الإیماء-و انتهی إلی أن یکون دارجا فی مجال اللعب و التسلیة»73.
و یمکن الرجوع إلی المراجع التی عملت علی توثیق الأزیاء للطبقات المختلفة و فی البیئات العربیة، و ملاحظة تطورها،و منها ما سجله لنا الباحثون المدقفون من أهل الثقة،مثل السوری أحمد حلمی العلاف- صاحب کتاب(دمشق فی مطلع القرن العشرین)- و مثل إدوارد ولیم لین،مکا ذکر سابقا کتاب(الخطط التوفیقیة)،و تاریخ الطبری و غیرهم-فی مصر-وحدیثا سعد الخادم."