ملخص الجهاز:
"سعی هذا البحث إلی تناول أعمال القاص و الروائی یحیی الطاهر عبد الله(1938-1981)،الذی عاش و مات فی مصر،و کتب عددا من الأعمال القصصیة و الروائیة،التی لها أهمیتها فی سیاق الکتابة القصصیة و الروائیة فی مصر و الوطن العربی،فی الثلث الثالث من هذا القرن، و التی تستحق-بجانب ما نالته من دراسات نقدیة و متابعات سحفیة، عدة-أن تدرس درسا أکادیمیا یحللها فی ترابطها جمیعا.
و قد حاول هذا البحث أن یکشف عددا من الملامح و العناصر الفنیة فی عالم هذه الأعمال،علی مستوی التنوع الذی یجعلها تنتمی إلی بنیات متعددة،و علی بنوع من«التخریب»المتصل،و نهوضها علی فکرة أساسیة تتمثل فی المراوحة بین الاستفادة من تقنیات الإبداع القصصی و الروائی الحدیث،و تمثل جمالیات الإبداع الجماعی الموروث.
و التمهید-أشار الباحث إلی فکرة«التطورات االمختلفة»،فی أعمال یحیی الطاهر،التی ترتبط بکون مشروع الکاتب،أو القطاع الأکبر منه، لا ینفصل عن نوع من«التجریب»المتصل،و البحث الدائب عن طرائق للتعبیر جدیدة،و استکشاف-أو إعادة استکشاف-مناطق جدیدة للکتابة،و کیف أن هذه«التطورات المختلفة»(التی تتحقق بما یشبه حرکة التیار المائی فی النهر،حیث تتجاوز فی هذا التیار الحرکة الطولیة المنجهة للأمام مع المنبع إلی المصب،مع الحرکة الجانبیة من الضفتین للوسط،فیما یعرف ای علم الفیزیاء بقانون الحرکة الدوامیة للغازات و السوائل)-ترتبط بالمحور الأساسی الذی تدور حوله هذه الأعمال،و المتعلق بجدل الإبداع الفردی و الجماعی،فی أعمال الکاتب.
و فی الفصل الثانی:«بنیة التناقض و التضاد»(ثنائیة القریة و المدینة)-تناول الباحث مجموعة یحیی الطاهر«ثلاث شجرات کبیرة تثمر یرتقالا»،کاشفا الأفلاک التی تدور فیها قصصها،و ترکیز عالم هذه القصص علی تجسید التضاد بین شخصیات محویة و العالم الخارجی،ثم تحخقق هذا التضاد علی مستویات البناء الفنی المختلفة."